اتخذت السلطات الهندية إجراءات أمنية مشددة في عاصمتها نيودلهي استعدادا للمرحلة الأكثر حساسية في مسيرة الشعلة الاولمبية بالنظر إلى وجود 100 ألف تيبتي يقيمون في المنفى في الهند.

وخوفا من تظاهرات التيبتيين خصوصا «قيام بعض المتظاهرين بإضرام النار في أجسادهم» أمام شاشات تلفزيون العالم بأسره، قامت الشرطة الهندية باعتقال العشرات من الأشخاص في الصباح الباكر على ما أفاد مصور وكالة فرانس برس في الوقت الذي وصلت فيه الشعلة عبر الطائرة إلى قاعدة عسكرية آتية من إسلام أباد.

وأعلن متحدث باسم الحكومة الهندية لوكالة فرانس برس «نشرنا 3 آليات لرجال إطفاء على طول مسار الشعلة لمواجهة أي حادث».

وأوضح مسئول في قوات الأمن المجهزة بالأغطية وخزانات المياه للتدخل في حال إضرام النيران «لا يمكن لنا السماح بهذه الحوادث أمام مسئولينا الكبار».

وكان رئيس اللجنة الاولمبية الهندية سوريش كالمادي في استقبال الشعلة الاولمبية التي خصصت لها إجراءات أمنية مشددة.

وأمام ضغوط الصينيين، قررت الهند مطلع ابريل/ نيسان الجاري اختصار مسيرة الشعلة في نيودلهي من 9 كلم إلى 3 كلم وإلغاء مرحلة بومباي، إذ تم اعتقال 25 تيبتيا بعدما حاولوا الدخول إلى القنصلية الصينية. وأحيطت مسيرة الشعلة في نيودلهي بسرية كبيرة.

واكتفى كالمادي بالقول: «ستبدأ الشعلة مسيرتها بعد الظهر» من دون أن يحدد التوقيت المحدد».

وقال وزير الداخلية الهندي شاكيل احمد: «اتخذنا جميع الاحتياطات لضمان مرور الشعلة الاولمبية في هدوء».

وكانت الهند وعدت الصين جارتها وغريمتها التي خسرت أمامها حربا العام 1962، بمرور الشعلة الاولمبية بسلام بعد الحوادث التي عرفتها مسيرتها في لندن وباريس.

ووضع رجال الشرطة حواجز كثيرة في راج باث اكبر الشوارع التي تربط بين القصر الرئاسي وباب الهند حيث القوس التذكاري العسكري أحيط بحواجز أيضا.

وعموما تم نشر نحو 15 ألف عنصر امن لضمان سلامة مرور الشعلة كما تم اختيار المدعوين لحضور هذا الحدث في هذا الشارع العريق الذي شيده البريطانيون في العشرينات. وألغت السلطات حضور الآلاف من أطفال المدارس من دون أي توضيحات.

ومن المقرر أن يشارك نجوم بوليوود أمير خان وسيف علي خان وكرة المضرب ليندر بايس وبعض موظفي السفارة الصينية في نيودلهي في مسيرة الشعلة الاولمبية، بيد أن قائد المنتخب الهندي لكرة القدم بهايتشونغ بهوتيا رفض مطلع ابريل/ نيسان الجاري المشاركة في حمل الشعلة الاولمبية وبات بالتالي أول رياضي في العالم يقاطع حدثا للجنة الاولمبية الدولية تضامنا مع «القضية التيبتية».

وحظرت حركة السير والمترو وأغلقت المكاتب الموجودة على طول الطريق التي ستمر منها الشعلة الاولمبية.