العدد 2051 - الخميس 17 أبريل 2008م الموافق 10 ربيع الثاني 1429هـ

ثلاثي بايرن وتوريس وتيفيز وباتو أبرز صفقات الموسم

تعيش كرة القدم الأوروبية حاليا موجة من الشائعات التي تسبق عادة كل صيف حار في سوق الانتقالات، إذ ان الحديث الكروي اليوم في القارة العجوز يتركز عند مشجعي الفرق على الأسماء المرشحة للقدوم إلى فرقهم في الموسم المقبل، إضافة إلى الذين سيخرجون من الباب باتجاه ناد آخر.

ويبدو جليا أن الأندية الكبرى وخصوصا تلك التي حصدت الفشل هذا الموسم، تعيد حساباتها بشكل دقيق ناحية مدى نجاح الصفقات التي عقدتها عشية انطلاق الموسم، علما ان هذه الصفقات لا ترتبط ارتباطا وثيقا بإحراز النادي للقب معين بل يمكن التصويب هنا على الفارق الذي أحدثه اللاعب الناجح مع فريقه الجديد وقدرته على التأثير في نتائج المباريات طوال السنة.

الدوري الإنجليزي

في انجلترا يصعب اختيار أفضل الصفقات لموسم 2007-2008، إذ إن الكثير من اللاعبين الوافدين إلى فرق جديدة في «البريميرليغ» اظهروا أنهم يستحقون الأموال التي دفعت من أجل استقدامهم وعلى رأسهم مهاجم مانشستر يونايتد الارجنتيني كارلوس تيفيز الذي سجل 12 هدفا لفريقه في الدوري حتى الآن، إلى زميله البرازيلي اندرسون القادم من بورتو البرتغالي الذي حجز سريعا مركزا محوريا في تشكيلة «السير» اليكس فيرغسون، وقد اعتبره الأخير حجر الأساس لفريق المستقبل في «أولد ترافورد».

ولا يمكن إغفال أن أرسنال أحسن باستقدام المدافع الفرنسي الشاب باكاري سانيا، كما هي الحال بالنسبة إلى بلاكبيرن روفرز بضمه الهداف البارغوياني روكي سانتا كروز رابع هدافي البطولة بـ 15 هدفا، وقد تأقلم سريعا مع أجواء الكرة الانجليزية السريعة على رغم اعتباره سابقا لاعبا بطيئا مع بايرن ميونيخ الألماني.

ويمكن القول إن ليفربول الذي نشط في سوق الانتقالات الصيفية استفاد إلى حد كبير من استقدام لاعب الوسط الارجنتيني زافيير ماسكيرانو لدرجة لم يكن لديه مشكلة في الاستغناء عن المالي مامادو سيسوكو لمصلحة يوفنتوس الايطالي مع فتح باب الانتقالات الشتوية، لكن من دون شك سطر «الحمر» الصفقة الأنجع على الإطلاق في انجلترا بضمه المهاجم الاسباني الرائع فرناندو توريس.

صحيح ان البرتغالي كريستيانو رونالدو نصب نفسه النجم الأبرز هذا الموسم في الدوري الانجليزي، وينتظر أن يحصد في الفترة المقبلة جميع الجوائز الفردية، إلا انه يحسب لتوريس نجومية موازية كونه يخوض موسمه الأول في انجلترا وعانى لعنة الإصابات في فترات لا بأس بها، لكنه على رغم ذلك نجح في تسجيل 22 هدفا ليقف في المركز الثاني على لائحة الهدافين خلف رونالدو نفسه (28 هدفا).

وفعل استحق «ال نينيو» الـ20 مليون جنيه إسترليني التي دفعها ليفربول لانتدابه، وبدا جليا أن مواطنه المدرب رافايل بينتيز واثق إلى ابعد الحدود من قدراته فعمد إلى تعديلات متواصلة على تشكيلته من اجل تأمين أفضل الظروف لتوريس حتى يمارس هوايته المفضلة ألا وهي هز الشباك.

نقطة وحيدة انتقدها البعض، وهي أن الاسباني الشاب لم يسجل في المباريات الكبيرة، إلا انه اسكت الجميع بنوعية الأهداف التي وقعها ولعل أروعها في مرمى أرسنال في إياب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا.

الدوري الألماني

أما في ألمانيا، فكان طبيعيا أن يتفق الجميع على أن بايرن ميونيخ قبض مردود ما صرفه في الانتقالات الصيف الماضي، وخصوصا في صفقاته الثلاث البارزة، الايطالي لوكا طوني والفرنسي فرانك ريبيري وهداف مونديال 2006 ميروسلاف كلوزه.

وسجل بايرن 55 هدفا هذا الموسم في «البوندسليغا»، حمل أكثر من نصفها توقيع طوني متصدر الهدافين بـ 20 إصابة، وكلوزه الذي أضاف 10 أهداف أخرى، بينما كان وراء غالبية هذه الأهداف الساحر ريبيري الذي بدا أن مستواه أعلى من البطولة التي يصول ويجول في ملاعبها.

كما لا يمكن إغفال أن الثنائي الايطالي-الفرنسي له الفضل الأكبر في متابعة الفريق البافاري مشواره في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي، والدليل الملموس المباراة الأخيرة أمام خيتافي الاسباني.

الدوري الإيطالي

في ايطاليا التي لم تعد الجنة عند نجوم المستديرة حول العالم، يمكن فرز الصفقات الأفضل إلى قسمين، الأول الصفقات الصيفية والثاني تلك التي حدثت عند فتح باب «المركاتو» في الشتاء.

في الصيف الماضي، وجد ميلان انه ليس بحاجة إلى خدمات المهاجم الذي رعاه منذ صغره ماركو بورييلو فباع نصف عقده إلى جنوى بعدما أعاره في المواسم الماضية إلى فرق أخرى في الدرجتين الأولى والثانية أو أشركه احتياطيا لدقائق معدودة في مبارياته.

وحقق بورييلو (25 عاما) الذي أوقف 3 أشهر نهاية العام 2006 بعد تبين تناوله المنشطات، التوقعات التي أشارت إليه كمهاجم واعد للمستقبل فتربع على عرش الهدافين بتسجيله 19 هدفا متفوقا على لاعبين من طراز الفرنسي دافيد تريزيغيه والروماني أدريان موتو والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش.

ولم يعد بورييلو «المشاغب» مجرد لاعب عادي في «سيري آ»، فهو شق طريقه إلى منتخب بلاده ولا يبدو بعيدا عن حجز مقعد له في طائرة «الازوري» المتوجهة إلى النمسا وسويسرا للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية في يونيو/ حزيران المقبل.

وعوض ميلان على جماهيره بإهدائهم في فترة الأعياد البرازيلي الواعد الكسندر باتو (18 عاما)، الذي دحض كل المخاوف المعتبرة بأنه سيسقط وسط الضغوط التي تفرزها عادة أجواء الدوري الايطالي الصعب، إذ فشل نجوم كبار في إثبات وجودهم أمثال الفرنسي تييري هنري والهولندي دينيس بيرغكامب والألماني ماتياس زامر.

واثبت باتو حضوره بحماسة الشباب وخبرة المخضرمين مسجلا 7 أهداف في 14 مباراة على رغم الإصابة التي أثرت عليه كثيرا، لكن من دون أن تمنع مدرب البرازيل كارلوس دونغا من استدعائه إلى تشكيلة «السيليساو» إذ سجل هدف الفوز في المباراة الودية أمام السويد.

الدوري الإسباني

وفي إسبانيا، تفوقت الصفقات الفاشلة على الناجحة، إذ وجدت ابرز الأندية هدرا في أموالها بسبب عدم ارتقاء لاعبيها إلى مستوى الطموحات على رغم التوقعات الايجابية التي أحيطت بهم قبل قدومهم.

ولعل ابرز المتحسرين، كان ريال مدريد حامل اللقب والمتصدر الحالي الذي تعاقد مع الارجنتيني خافيير سافيولا من دون مقابل لكن مع راتب مرتفع، من دون أن يستفيد من قدراته، والأمر عينه ينطبق على الجناح الهولندي آريين روبين الذي ابتعد بسبب الإصابة أكثر مما لعب بالقميص الأبيض.

إلا أن هذا الموضوع لا يمكن تطبيقه على مواطن الأخير ويسلي شنايدر الذي كانت بصماته واضحة في وضع الفريق الملكي على السكة الصحيحة في بداية الموسم ثم واصل تقديم مستوى لافت في كل حضور له ضمن تشكيلة المدرب الألماني برند شوستر.

ولا تختلف الحال كثيرا ناحية الغريمين التقليديين اتلتيكو مدريد وبرشلونة، فالأول لقي الفشل الذريع عبر صفقة خوسيه انطونيو رييس وحفظ ماء الوجه عبر البرتغالي سيماو سابروسا، والثاني صدم باختفاء موهبة هنري الذي أضحى لاعبا عاديا في ليلة وضحاها بعدما كان قبل أشهر قليلة واحدا من ابرز مهاجمي العالم إذا لم يكن أفضلهم من دون منازع.

وفقد أفضل هداف في تاريخ المنتخب الفرنسي كل شيء تميز به نجما مطلقا مع أرسنال. وبعدما كان رصيده يتخطى الـ 30 هدفا، سجل هذا الموسم 7 أهداف فقط للفريق الكاتالوني، وهي كارثة حملها البعض للمدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي وضعه على الميسرة، ونسبها البعض الآخر إلى الإصابات والمشكلات الشخصية التي عاشها اللاعب، لكن في مختلف الأحوال سقط التاج عن رأس «الملك هنري».

العدد 2051 - الخميس 17 أبريل 2008م الموافق 10 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً