العدد 2051 - الخميس 17 أبريل 2008م الموافق 10 ربيع الثاني 1429هـ

النجمة فرحان... والمحرق فقد الاتزان

الوسط - عبدالرسول حسين، يونس منصور 

17 أبريل 2008

ما بين الفرح الكبير والصدمة الأكبر تباين شعور المحرقاوية والنجماوية بعد نتيجة الفريقين في مباراتهما ضمن منافسات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي. ففي العاصمة اليمنية (صنعاء) عاد النجمة فرحا مسرورا بنقطة التعادل السلبي أمام شعب حضرموت لتبقيه النقطة متصدرا فرق مجموعته الثالثة وبرصيد 6 نقاط، أما شقيقه المحرق فخرج كأكبر الخاسرين عندما تلقى صدمة جعلته في غيبوبة بخسارته غير المتوقعة أمام ديمبو الهندي بهدف لهدفين ليتجمد رصيده عند النقطة 7 فاسحا المجال للأنصار اللبناني مشاركته في صدارة المجموعة الأولى.

نتيجة المحرق كانت غير متوقعة ولم تكن حتى في الخيال، وأربكت وخلطت الخسارة المحرقاوية حسابات هذه المجموعة وفتحت المجال لفريقي الأنصار وديمبو للدخول مع المحرق في صراع المنافسة والتأهل وخطف البطاقة المؤهلة للدور الثاني، ويمكننا أن نستبعد فريق صور العماني من المنافسة نظرا إلى صعوبة موقفه ويحتاج إلى معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى للتأهل، عموما حصد الهنود النقاط الثلاث كاملة بينما حصد المحرقاوية الحسرة والألم والخوف من القادم في الجولات المقبلة والمتبقية من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، فأصبح الفريق يحتاج إلى كل نقطة في بقية المشوار ليكمله بأمان ويجتاز خصومه!

حزن كبير ظهرت ملامحه على جماهير المحرق والتي لم تحزن لخسارة مثل هذه الخسارة، ولم يختلف الحال في هذا الشعور المتباين بين الجهازين الفني والإداري للفريق فشكلت النتيجة نقطة تحول لفريق المحرق وخصوصا أن الفريق أمامه مهمة صعبة في الجولة المقبلة مع صور العماني خارج قواعده وهي مواجهة تحتاج على الأقل لمعنويات ووضع نفسي مثالي يمكن الفريق من الاستعداد في أجواء مستقرة.

الفريق يستأنف تدريباته اليوم... و جلال يؤكد: حذرنا اللاعبين ومحاولات مكثفة لتجاوز «الكبوة»

يتطلع المحرقاوية إلى تجاوز كبوة فريقهم الكروي الأوّل بخسارته المفاجئة أمام فريق ديمبو الهندي بهدفين مقابل هدف أمس الأول في الجولة الرابعة لكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وخصوصا أن هذه الخسارة الأولى للفريق المحرقاوي محليا وخارجيا في الموسم الكروي الحالي.

ويعود الفريق الأحمر إلى أجواء التدريبات اليوم بعد ما خضع إلى الراحة أمس وذلك استعدادا لمباراتيه أمام فريق الاتحاد بعد غدٍ في الجولة السادسة عشرة للدوري ومن بعدها مباراته أمام الرفاع الشرقي قبل سفره إلى مسقط لملاقاة فريق صور العماني في 30 الحالي في الجولة الخامسة لكأس الاتحاد الآسيوي.

وأكد مدير الفريق المحرقاوي فهد جلال أن جهودا مكثفة قام بها أفراد الجهازين الإداري والفني للفريق عبر الاتصالات الهاتفية التي أجريت مع اللاعبين لرفع معنوياتهم والتخفيف من آثار هذه الخسارة وتأكيد الثقة بهم وقدراتهم وأن الفرصة مازالت متاحة للمنافسة في البطولة الآسيوية.

وقال جلال: «لدينا ثقة في إدراك لاعبي المحرق وجلّهم من النجوم وأصحاب خبرة دولية بالمسئولية وقدرتهم على تجاوز هذه الخسارة التي لا تعدو كونها كبوة وسُرعان ما سيتممكن الأحمر من استعادة مستواه وانتصاراته؛ لانّ الفريق يمتلك الأكثر لتقديمه وما ظهر به في لقاء ديمبو لا يعكس حتى ربع المستوى الحقيقي للفريق».

وعن رؤيته للمباراة قال جلال: «اعتقد أنّ المحرق كما شاهد الجميع الطرف المسيطر على مجريات المباراة وأهدر الكثير من الفرص السهلة بسبب سوء التوفيق وكانت كفيلة بتغيير وضع المباراة والفريق الهندي استثمر كرتين فقط سجل منهما هدفي الفوز، وما نتمناه الا نتوقف كثيرا عند هذه الخسارة حتى لو كانت أمام الفريق الهندي فعالم كرة القدم حافل بالنتائج المتناقضة ونحن نلاحظ أندية عالمية كبيرة تضم نجوما بالمليارات تخسر أمام أندية صغيرة».

لم نتساهل

ونفى مدير الكرة المحرقاوية أنْ يكون هناك تساهل وسوء إعداد للفريق قبل المباراة مؤكّدا أنّ الجهازين الإداري والفني عملا بجدية على تحذير وتنبيه لاعبي الفريق بعدم التساهل بالفريق الهندي منذ انتهاء مباراة الذهاب التي كسبها الفريق بأربعة أهداف نظيفة في الهند وركزنا على ذلك خلال الاجتماعات والتدريبات التي سبقت المباراة لكن كما يعلم الجميع هناك أمور متعلّقة بتفكير اللاعب داخل الملعب ويؤثر على مستوياتهم وهو وضع وارد في مباريات كرة القدم».

وعن تأثير هذه الخسارة على فرصة المحرق في المنافسة الآسيوية قال جلال: «أعتقد أنّ فرصة المحرق في صدارة المجموعة والتأهل إلى دور الثمانية مازالت قائمة وبيديه دون الاعتماد على نتائج الفرق الأخرى على رغم أنّ المنافسة على صدارة المجموعة أصبحت ثلاثية بين المحرق والأنصار اللبناني «7 نقاط» وديمبو «6 نقاط» فيما فقد صور العُماني أمله في المنافسة وبالتالي فإن المحرّق سيعد نفسه جيدا لهاتين المباراتين وتحقيق الفوز فيهما خصوصا أنّ المباراة الأخيرة أمام الأنصار ستكون في البحرين».

وأكّد جلال أنّ مشوار المحرق في كأس الاتحاد الآسيوي لا يتوقف على الفوز أو الخسارة في مباراة واحدة بل هو مشوار طامح يمتد إلى بلوغ الأدوار النهائية والمنافسة على إحراز اللقب الآسيوي، مشيرا إلى الوجه الإيجابي لهذه الخسارة يكمن في الاستفادة من أخطائها والعمل على تصحيحها وتفاديها في الفترة المقبلة وأنه من الأفضل حدوث هذه الخسارة في هذه المباراة بدلا من وقوعها في المراحل المهمة من البطولة الآسيوية.

كيف ضاع «الذيب» وخسر وفي حضرة «غاندي» الهند تعثر؟!

كيف ضاعت المباراة من مخالب الذيب؟ وكيف ضاعت كل هذه الفرص من مهاجمين كبار وهدافين مثل جون وريكو وعبدالله عمر ومحمود عبدالرحمن؟ والاهم من كل ذلك كيف تهتز شباك الفريق مرتين أمام منافس يعاني من مشكلات كثيرة وظهر وكأنه لا حول له ولا قوة وعلى مختلف المستويات وكان كل حلمه عدم الخسارة بنتيجة كبيرة! أسئلة كبيرة وكثيرة ومحيرة تركتها الخسارة المريرة التي تلقاها المحرق أمام ديمبو على رغم اعتبار البعض هذه الخسارة أمرا طبيعيا، نعم... الخسارة أمر وارد في عالم كرة القدم ولكن ليس بهذه الصورة التي شاهدناها في مباراة المحرق وديمبو الهندي ضمن مباريات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي والتي انتهت نتيجتها لصالح ديمبو بهدفين مقابل هدف واحد.

«الحظ» سبب ولكن...

في البداية لابد من الاعتراف أن «المستر حظ» لعب دورا كبرا في خروج المحرق خاسرا من خلال المباراة، إذ أنقذ «الحظ» ديمبو من خسارة كبيرة ولو تحدثنا عن الأهداف المحققة للمحرق والتي ضاعت سنجد أنها لا تقل عن 5 أهداف كانت كافية لخروجه بالنقاط الثلاث، ناهيك عن الفرص القريبة من التسجيل والتي كانت كثيرة أيضا وكفيلة بتحقيق الفوز، وهو اعتراف أن سوء الحظ وعدم التوفيق وقفا حائلا أمام الهجوم الأحمر في الكثير من الفرص والأهداف إلا أن ذلك لا يعفي الجهازين الفني والإداري واللاعبين من مسئولية تحمل الخسارة.

إصرار على العمق

لا بد من الاعتراف أيضا أن المحرق تسيد المباراة من ألفها إلى يائها وكان الطرف الأفضل فيها وكان الأحق بالفوز لولا بعض الجوانب والأمور التكتيكية التي لم تسهل عملية الفوز والتي تركزت أولا في الإصرار خلال فترات كثيرة من عمر المباراة علي اختراق دفاع ديمبو من العمق، وهي عملية كانت صعبة ومرهقة لوسط وهجوم المحرق والذي لم يعرف الطريق إلى المرمي والى الشباك والى هزها إلا من خلال ركلة ثابتة «ركلة جزاء».

لقد كلف اختراق المحرق دفاع ديمبو من العمق جهدا كبيرا ووقتا اكبر نظرا لتكتل لاعبي ديمبو وبعدد كبير من لاعبيه أمام منطقة الجزاء وهو ما أعاق مرور الكرة وأعاق مرور لاعبي المحرق الذين حاولوا مرارا وتكرارا وخصوصا ريكو وجون وهما وجدا معاناة كبيرة لم تساعدهما على إكمال وإنهاء الاختراق كما ينبغي وقد شاهد الجميع كيف اخفقا في التسجيل مرتين أو 3 مرات.

اللعب البطيء

عانى المحرق كثيرا في المباراة نتيجة البطء الكبير في صفوفه وخصوصا في منطقة المناورات، فأخذ التحضير وقتا أطول مما ينبغي للوصول لمناطق الخطورة، إذ اخفق وسط المحرق في استغلال المساحات والثغرات التي ظهرت في صفوف الهنود، ولم يستغل أيضا لاعبو المحرق سيطرتهم واستحواذهم الكبير على الكرة فذهب مجهودهم أدراج الرياح وهباء منثورا.

تلك السيطرة لم تتجل على واقع المباراة بسبب عدم الاستفادة في الانتقال السريع والسلس للكرة سواء من ناحية الانتقال السريع من الحال الدفاعية إلى الهجومية أو الانتقال السريع من جهة إلى أخرى.

الأمر الآخر والذي ظهر جليا وواضحا على المحرق أنه لم يعمد لخلخلة الدفاع الهندي من خلال تغيير مسار الكرة أو بمعنى آخر تغيير الجهة لضرب أي تكتل دفاعي لديمبو والمرور والنفاذ منه لشباكهم والتي بقيت بمعزل ومأمن من خطر هجمات «الذيب» في أوقات كثيرة من المباراة، وبحسب تأكيدات المدرب سلمان شريدة في المؤتمر الصحافي أن هناك توجيهات أعطاها للاعبين بضرورة تسريع وتيرة اللعب مع تغيير الاتجاه لضرب الدفاع الهندي إلا أن ذلك لم يحدث، وهذا معناه أن اللاعبين لم ينفذوا توجيهاته بحذافيرها واعتمدوا على المجهودات الفردية، وهو أمر غير محبب أن نشاهده في فريق يعتبر من أفضل فرقنا المحلية وعلى اللاعبين أن يلتزموا بما يمليه عليهم مدربهم.

غياب الحلول الفردية

وعلى رغم اعتماد غالبية لاعبي المحرق على النواحي الفردية للوصول للشباك الهندية فإنهم فشلوا في غالبيتها إن لم يكن جميعها ولم يفلحوا في أي منها، وربما نرجع فشلهم إلى غياب التركيز في المباراة بالإضافة إلى قلة المساحات الموجودة في الدفاعات الهندية نتيجة التكتل الذي حصل من «10» لاعبين منهم أمام منطقة الجزاء وهو ما صعب عملية الحل الفردي.

هدفان وأخطاء دفاعية

علينا وعلى أبناء «الذيب» الاعتراف أن غياب البرازيلي جوليانو أثر كثيرا على تماسك خط الدفاع، ووضح جليا مدى تأثر المحرق بغيابه وخصوصا في هدفي الخسارة والتي تلقاها المحرق، إذ وضحت الثغرة الدفاعية في الركلات الثابتة وعدم إجادة جميع من في الملعب بما فيهم حارس المرمى سيدمحمد جعفر عن التصدي للركلتين الحرتين، وهنا نتساءل إن كان هناك تحديد مسئولية على اللاعبين داخل الملعب وتحديد مواقع اللاعبين في الركلات الثابتة، وبطبيعة الحال أجزم أن هناك توصيات وتوجيهات من المدرب سلمان شريدة على تلك المواقع ولكن هل التزم اللاعبون بتلك التوجيهات؟ هذا السؤال نوجهه لشريدة ونتمنى أن يستفيد منه في ترتيب أوراق الفريق الأحمر في المباريات المقبلة.

العدد 2051 - الخميس 17 أبريل 2008م الموافق 10 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً