تقف الإمارات العربية المتحدة خلال هذه الأيام أمام تجربة هي الأكثر تميزا في دعم وتنمية الإبداعات السينمائية الخليجية التي تتولد يوما بعد يوم، من خلال مهرجان الخليج السينمائي الذي تقيمه إمارة دبي للاحتفاء وتقديم التقدير اللازم للجهود التي يبذلها مخرجو الخليج ضمن إمكاناتهم المتواضعة للخروج بأعمال سينمائية، يمكننا احتسابها ضمن الرصيد الثقافي للمنطقة.
في هذا المهرجان، كان للبحرين أن تتشرف بأن تشارك في حفل افتتاحه بعرض أحد الأفلام التي شكل معالمها مخرج بحريني شاب، وهو المبدع حسين الحليبي، الذي شهدت له بدايات متفوقة في مجال الإخراج المسرحي من خلال عدة أعمال قام بتقديمها في فترات سابقة، ولن يكون هناك شك في أن هذا الشاب سيطرح أمام كل الجموع المشاركة من دول الخليج إنتاجا رائعا آخر يضاف لسجله وسجل البحرين الحافل بالإبداع الشبابي في المجالات كافة.
المخرج بسام الذوادي كان قد سبقه في هذا المجال من خلال طرح فيلم «حكاية بحرينية»، الذي استمر يتميز في عرضه خلال المهرجانات العالمية التي شارك فيها، ما يدل على أن النبتة المورقة والملفتة للاهتمام موجودة، إلا أننا نعود لنجد أن التربة الصحراوية لا تستوفي متطلبات الحياة المناسبة لهذه النبتات، فلا تجد سوى الأصايص لتنبت فيها.
الغاية اليوم، وبعد أن شهدنا بأعيننا التجربة التي طرحتها دبي بمهرجان الخليج السينمائي أن تكون لنا قدوة، وذلك بأن نمهد الأرض المناسبة لنمو وازدهار قطاع الإنتاج السينمائي في البحرين، وأن نسعى إلى احتضان المهرجان اليتيم الذي يجاهد مسرح الصواري لإقامته؛ لتكون للبحرين بصماتها الخاصة في دعم الفن السابع البحريني والخليجي، والأمل مشتعل كلما أبصرت أعيننا التوجه المتميز الذي يقوده وزير الإعلام البحريني جهاد بوكمال لترميم أسس الثقافة البحرينية، لتكون لنا تربة صالحة لنبتاتنا الغالية.
العدد 2050 - الأربعاء 16 أبريل 2008م الموافق 09 ربيع الثاني 1429هـ