صدم رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في تصريح له يوم أمس الأول بعض المتفيهقين المتشدّقين بدعاوى القوميّة العروبيّة الزائفة ممّن يزايدون على عروبيّة أهل البحرين، بالقول إن «الشعور الوطنيّ لأهل البحرين لا يختلف عليه اثنان، فنحن موقنون بأن جميعهم أوفياء لوطنهم، ويحبّون الخير له، ولا مراهنة على وطنيّتهم، ولا تشكيك فيهم، والتاريخ والمسائل الوطنيّة الكبرى التي مررنا بها عبر مسيرتنا خير شاهد على ذلك».
يستغلّ أولئك في كلّ مرّة أيّ «مولوتوف» أو «تاير» (إطار) يشعله «مجهول» في زقاقٍ أو شارعٍ بقرية ما ليرموا شريحة كبيرة بعدم الولاء للوطن، طالبين القصاص من المجموع. حرق الوطن مهنتهم التي دأبوا ولايزالون يمتهنونها. وتصريح رئيس الوزراء كان تلميحا بل تصريحا لهم بأن لا مسوّغ لكم - مهما علا كعبكم - للاستمرار في تصريحاتكم التي تنزّ قيحا وحقدا. كفى، فأهل هذا البلد كما يقول سموّه عُدّة هذا الوطن ورهانه المستقبليّ وثروته المعطاء.
وما الإدانات الواسعة من جميع الأطياف والتيارات التي أعقبت حادثة كرزكان، وإجماع النواب في جلسة الأمس على تمرير المشروع بقانون بتجريم المولوتوف إلا دليلٌ على تلك الروحيّة التي تعلي مصلحة البلد، وترتفع فوق القضايا الصغيرة إلى الهمّ الأكبر، وأما أولئك فلا فائدة من أيّ تصريح لهم، لأنه يصدق عليهم المثل «أقولّه: تيس، يقول: حلبه»!
العدد 2049 - الثلثاء 15 أبريل 2008م الموافق 08 ربيع الثاني 1429هـ