تحت شعار لئلا يصاب العالم بالبكم ومن خلف نافدة مصنوعة من الكارتون في شكل قضبان للسجن ومن خلفها نور خافت، وبأصوات هامسة لشعراء شهقوا نحو الحرية، وفي جو أشبه بجو الزنزانة أو جلسة أشبه هي بممر انتظار زيارة سجين، تدخل قاعة أسرة الأدباء فتتعثر بالكراسي التي هي أشبه بدوائر مغلقة والصمت يلاحقك وتلتفت إلى أن العيون ترصدك فلا تدري أين تجلس مطمئنا في هذه الجلسة الغريبة ولا حتى كيف تستطيع الخروج فهي أشبه بسجن.
هكذا ارتأت أسرة الأدباء والكتاب أن تحتفي بمرور ستين عاما على إعلان حقوق الإنسان، وذلك عبر أمسية حضرها مجموعة من الشعراء والأدباء والمهتمين وألقيت فيها قصائد ورسائل خاصة لشعراء بحرينيين كتبت في السجن، وقد تناوب على القراءة في صوت هامس وفي ظل ضوء خافت أشبه بجو الزنزانة مجموعة من الشعراء منهم جعفر حسن، وكريم رضي وأحمد العجمي، وعبد الحميد القائد، وإيمان أسيري، ومهدي سلمان، وكانت النصوص المقروءة قد كتبها من السجن شعراء بحرينيون في شهقاتهم نحو الحرية منهم الشاعر قاسم حداد وعلي الشرقاوي وسعيد العويناتي، وكريم رضي.
وقد حضر الأمسية مجموعة من الشعراء والأدباء المهتمين ومنهم بعض الشعراء الذين قرأت نصوصهم، وقد جلس الحضور في جو هادئ وفي ظل نور خافت كمن يجلس في دائرة زنزانة أو في ممر ينتظر فيه زيارة سجين بينما كانت القراءة تتم من خلف القضبان وتلك الكوة المنيرة فتأتي الأضواء حاملة أصواتهم السجينة موقدة ما تستطيعه من إيحاء للجو الذي كتبت في ظله تلك القصائد أو تم تلقيها فيه، وفي نهاية الأمسية يخرج الجميع محطمين تلك القضبان شاهقين بالحرية لئلا يصاب العالم بالبكم
العدد 2295 - الأربعاء 17 ديسمبر 2008م الموافق 18 ذي الحجة 1429هـ