لاكت «الصفويّة» حتى لفظتها... والآن جاء دور «الوفاق»! وسرقت من كتب الشهيد علي شريعتي شهورا حتى أصيبت بالتخمة... والآن جاء دور سرقة المقالات الصحافية!
لعبت على استيراد الأمراض الطائفية من العراق... والآن جاء دور الاستيراد من لبنان! ولن يهدأ لها بال حتى تحترق البحرين كما احترقت العراق!
لها كل الحرية في أن تقول ما تشاء وتتهم من تشاء، وتخوّن بالطريقة الصلفة من تشاء، وليس للآخرين حق الردّ أو النقد أو الاعتراض على سماحتها! أي دكتاتوريةٍ هذه؟
وسواءٌ كان البرنامج معدّا قبل السفر إلى جنيف أو بعده، فلم يتغيّر الوجه المحتقن دائما، أو تتحوّل المغالطات إلى حقائق ومسلمات. لكلٍّ منا حرية التعبير عن الرأي، ولكن ليس لأحدٍ حرية إحراق البلد وتوزيع الاتهامات على القوى السياسية الوطنية والإسلامية لمجرد أنها تخالف أفكاره الحزبية الضيقة. وأية تهم؟ إنها الخيانة العظمى التي عقوبتها الإعدام.
«الوفاق»، كما هي «وعد» و«أمل» و«المنبر الديمقراطي»، جمعيةٌ سياسيةٌ بحرينيةٌ، ليست مبرّأة من النواقص والعيوب، ونحن من أوائل منتقديها، ولكنها مسجّلةٌ حسب قانون الجمعيات، وتعمل تحت سقف القانون، وفق برنامج معلن، وتشارك في العملية الانتخابية، وتمثل مصالح كتل شعبية كبيرة الحجم. فهي قوى سياسية بحرينية، وليست مستوردة من إيران أو أفغانستان، حتى يتم عقد حفلة زارٍ للتحريض ضدها على شاشة تلفزيون «العائلة العربية». إنها «أكاذيب» و «اتهامات»... وليست «حرية رأي».
ومع ذلك، ليس علاج الحالات المرضية والعقد النفسية بالمنع، وإنما بتداول الحوار، وعدم قمع حقّ الرد، وباللغة التي يفهمها، فليست لنا ثاراتٌ شخصيةٌ أو عداءٌ مع أحدٍ حتى نتقصّده، ولكن من الواجب الردّ على مقوّضي السلم الأهلي، في مثل هذه المنعطفات الحرجة التي يسودها التوتر والانفعال.
ليست هذه تهمة، وإنما تذكيرٌ بمسئوليتكم، فمثل هذه البرامج المتشنجة لن تزيد إلاّ صب الزيت على النار، أم تعتقدون أنكم ستستطيعون التأثير على شباب غاضب من إفرازات جيل العولمة، أو إقناع الجمهور بصحة آرائكم ومواقفكم؟ ألا يخطر ببالكم أن مثل هذه اللغة التحريضية المنفلتة تحقن الشارع أكثر وتدفع أعدادا ضخمة من المحايدين للتعاطف مع الحركات الجامحة في الشارع؟ هل هذه حريةُ تعبير... أم غباءٌ وسوءُ تقدير؟
قليلا من التواضع فقط! فأضعف ما في هذه الحبكة الروائية «تحليل المعلومات»، وادعاء «الاطلاع الواسع والمختلف»! فهل يدخل في التحليل «نقل» 95 في المئة من المقال حرفيا من كتب شريعتي؟ وهل إقحام مصطلح «الصفوية» في خلافاتنا السياسية الداخلية يدخل في إطار التحليل السياسي؟ أم أنه عملية سرقة أخرى من الكتب القديمة التي طبعت مطلع الثمانينات، واكتشفنا بعد عشرين عاما أن وراءها فضيحة اسمها «كوبونات النفط»؟
ما أسهل ادعاء الثقافة في زمن السرقات الأدبية وغير الأدبية! ومن المعيب على من يلعن الاحتلال الأجنبي في النهار، أن يحرص على التقاط الصور في حفلات الاستقبال في سفارات الاحتلال، ويتقدّم الصفوف الأولى على موائد العشاء وحفلات الشاي و«البسكويت». كفانا بضائع كاسدة ما عادت تنفق في السوق.
إن الدول والشعوب التي تحترم نفسها وقانونها ودينها وقيمها يجب ألا تسمح لجريمة التمييز بين أبنائها أصلا، ولسنا بحاجةٍ إلى تعليق خطايانا على مشجب إيران أو أفغانستان أو لبنان.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2048 - الإثنين 14 أبريل 2008م الموافق 07 ربيع الثاني 1429هـ