على هامش مطالباتها بإعدام المشتبه فيهم في حادث الاعتداء على سيارة الأمن في كرزكان، تطالب منتديات مملكة البحرين بإعدام كل من: رئيس المجلس العلمائي الشيخ عيسى قاسم، نائب رئيس المجلس نفسه السيدعبدالله الغريفي، الناشط السياسي حسن مشيمع، رجل الدين الشيخ النجاتي، الشيخ الجد حفصي، الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة، أعضاء حركة حق من دون استثناء، وعلى أن سلسلة طلبات الإعدامات هذه لا تقف عند حد. لكنها أيضا لا تمثل ثقلا يتطلب إفراد هذه المساحة في هذه الصحيفة للتعليق على ذلك لولا ملاحظتي لإعلان هذا الموقع الإلكتروني - على هامش تميزه وتفرده على بقية المواقع الإلكترونية في البحرين وخصوصا ملتقى البحرين - أنه موقع مسجل رسميا في وزارة الإعلام، وهو ما يعني أن جميع ما تم نشره في هذا الموقع حتى ساعة كتابة هذا المقال كان ضمن المساحة والسقف الذي تسمح به وزارة الإعلام، وهذه الجزئية بالتحديد تستحق التعليق والسؤال.

إن هذا الادعاء إن صح - وهو ما يحتاج إلى توضيح من الوزارة في أسرع وقت - يلقي بتساؤلات كبيرة حيال قوة ونفوذ أولئك الأشخاص الذين حصلوا على التصريح بالنشر والدعوة لإعدام القائمة أعلاه، والتي كانت تتسع في بعض الآحايين لتشمل الطائفة الشيعية كلها.

وعلى رغم أن ما يحتويه الموقع من دعاوى تكفير وقتل وتهجير يمثل خطورة كبيرة على هذا المجتمع المنهك والممزق أصلا، فإن ذلك هو الآخر، لا يمثل مربط الفرس، فالخطأ الأكبر، والذي بدأ يتنامى يوما بعد يوم، هو أن هناك أطرافا من السلطة قد أخطأت بفهم الإدانة الرسمية والشعبية لحادث قتل الشرطي أصغر علي (رحمه الله)، بمثابة الضوء الأخضر في أن تعبث بطيف من أطياف هذا المجتمع في منهجية قوامها تمرير عقاب جماعي طائفي. أو أن تلك الإدانات - التي نؤكدها - هي بمثابة صك مفتوح تستطيع هذه الفئة من خلاله أن تفتح أبوابا قد أغلقها العام 2001 إلى غير رجعة. مخاوفنا هذه تنبع بالتوازي مع إيماننا في حق الدولة في الدفاع عن أفراد جهازها الأمني.

الذي حدث في كرزكان لم يكن مفاجأة، بل كان طبيعيا كما كان فقدان علي جاسم طبيعيا، ونحن إذ حذرنا من سياسة التهميش والمعالجات الخاطئة لدى الطرفين قلنا إن مسلسل الضحايا سيبدأ، اليوم أو غدا، إلا أن أحدا لم يكترث أو يهتم. لكن أن تصل تبعات الموقف حد دعاوى التطهير الطائفي والإعدامات المفتوحة في بعض الصحف - بشكل غير مباشر - وفي منتديات رسمية مرخصة - بشكل مباشر - فهو ما يعتبر قفزا على المسموح به. وهو ما يجب أن نتوقف عنده كثيرا لنسأل: ماذا يجري؟، هل ثمة من ينوي أن يعلق للبحرين والبحرينيين المشانق.