العدد 2048 - الإثنين 14 أبريل 2008م الموافق 07 ربيع الثاني 1429هـ

الوردة تفقد جمالها وبراءتها!

طبعا... جميعنا يعلم أن الصيف هو موسم حفلات الزواج في البحرين وفي دول كثيرة، لذلك فإنه لا يخلو يوم في الأسبوع من دون أن تدعى إلى حفل زفاف أو خطوبة (الله يديم الأفراح)، وأنت كنوع من المجاملة الاجتماعية تقوم بأداء واجب التهنئة بهذا الحدث السعيد.

قبل أيام حضرت حفل زفاف لأحد معارفنا، كان الحفل أقل ما يقال عنه إنه رائع، لكن ما لفت انتباهي فيه هو «صغيرات الحفل»!، وخصوصا طفلتين، كانت إحداهن في السابعة والأخرى في الثامنة من العمر، يرتدين فستانين لا يتناسبان مع عمريهما (هو أكثر ما يكون لسيدة ناضجة) ويضعن مساحيق تجميل، أخفت ملامحهما البريئة واستعاضتا عنها بملامح مراهقة، لم تكن هاتان الطفلتان الوحيدتين، وإنما كانتا الأكثر مبالغة، لدرجة أن والدتهما قامت «بنتف» حاجبيهما لتبدوان، بحسب رأيها أكثر جمالا!

يبدو أن هوس التجميل في عصرنا أصاب حتى البنات الصغيرات، فقد أصبح منظر الطفلة أو المراهقة التي تضع مساحيق التجميل وتحف حاجبيها وتصبغ شعرها عاديا وربما مقبولا لدى البعض، ولكن ألا تفقد الوردة جمال براءتها عندما تصبغ بألوان صناعية؟ ألا يعد هذا الجمال المصطنع انتهاكا لمفهوم الجمال الطبيعي وتكريسا لقيمة المظهر على حساب العقل لدى فتيات مازلن يتفتحن على الحياة بكل قيمها ومفاهيمها؟

تأسفت جدا لأنني وخلال هذا الحفل، لم أرَ طفلة بشعرها الناعم، وفستانها الأبسط والأنعم والذي يدل على براءتها، بل كنتُ شاهدة على تحول صغيرات إلى سيدات في سن مبكر. ألا تستحق الصغيرات إنقاذهن للحفاظ على شيء يسمى بالجمال الطبيعي قبل أن ننسى شكل الصغيرة ذات الضفائر والوجه البريء؟! ففي غالبية الحفلات تجد صغيرات شوهت ملامح وجوههن بألوان صناعية، كما قطعت «بصيلات شعرهن» بمجففات الشعر والصبغات المتنوعة ألوانها.

العدد 2048 - الإثنين 14 أبريل 2008م الموافق 07 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً