دعا سمو رئيس الوزراء كلّ الوزراء والمسئولين وخصوصا في الأجهزة الحكومية الخدمية إلى أنْ تكون الزيارات الميدانية حاضرة بقوّة في برامجهم وأن يعملوا على تكثيف الاجتماعات بالمسئولين بالأجهزة المكملة للأجهزة الحكومية كمجالس البلديات، وأنْ يفتحوا مكاتبهم أمام المواطنين، فالحكومة رئيسا وأعضاء مسخّرة لخدمة المواطن ورعاية مصالحه وتلبية احتياجاته ومواطنونا يستحقون منّا الجهد والعمل الدؤوب بما يحقق لهم تطلعاتهم».
وأكّد سمو رئيس الوزراء أنّ محافظات المملكة بمدنها وقراها تحظى بذات الاهتمام من الحكومة وتوجيه المشروعات الحكومية لها يتم وفق أولويات تحددها احتياجات المناطق من التطوير والتحديث. وأشار سموه إلى أنّ المحرق لم تنل حظها المفترض من المشروعات التنموية مقياسا بأهميتها التاريخية والسكّانية وقيمتها التراثية ووزنها الاجتماعي.
كما وجّه سموه إلى الإسراع في تنفيذ مشروعات الطرق والصرف الصحي ومشروعات الإسكان والبنى التحتية في محافظة المحرق وعدم الإبطاء فيها بما يترتب على ذلك من تبعات، ووجّه سموه إلى الإسراع في تنفيذ مشروع إسكان الحد وإنشاء مرفأ الصيادين واستكمال تطوير الشوارع في الحد. كما وجّه أيضا إلى العمل على سرعة تطوير المشروعات الإسكانية في قلالي والبدء في إقامة ألف وحدة سكنية ضمن مشروع إسكان قلالي.
وقد أكّد سموه أن متابعة سير العمل ميدانيا في الأجهزة الحكومية وخصوصا الخدمية هي الجزء الأهم لضمان تنفيذ الخطط الحكومية وفق البرامج المعدّة لها. وقال سموه: «من هذا المنطق فإننا نحرص على المتابعة الميدانية وتولي الزيارات للمشروعات الحكومية والمناطق المختلفة في البلاد كون ذلك يتيح لنا فرصة التقييم المباشر والفعلي لسير العمل في المشروعات الحكومية ويقدم لنا صورة واضحة عن هذه المشروعات تمكننا من اتخاذ المناسب من الإجراءات حيالها.
تحية حارة من القلب لسمو رئيس الوزراء على حرص سموه على تجشم عناء النزول للميدان ومعاينة الوضع المتردي للناس في المحرق العزيزة، وتصريحات سموه عن «تعامل الحكومة مع احتياجات المناطق في كل البحرين»، يحتاج إلى أنْ يترجم لبرنامج عمل حقيقي يشمل كل البحرين.
وكلنا أمل أنْ نرى سموه في كلّ مناطق الوطن التي لم تنل حظها من التنمية، وما أكثرها، وهي لم تشم رائحة التنمية أصلا، وسواء عندها كسر البرميل حاجز الـ 100 دولار أو لم يكسر... مناطق بلا بنية تحتية، وبعضها يُعاني من التهميش والإقصاء المتعمّد، وبعضها الآخر يدفع ضريبة مطالبته بحقه في حقبة التسعينات الملتهبة.
وبقدر ما كان حديث سمو رئيس الوزراء في المحرق جريئا وشفافا، فنجد أنه في الوقت ذاته يحمل دعوة للمسئولين للتحلّي بقدر عالٍ من المسئولية، ونحن نشاطر سموه كلّ ما طرحه، ونتمنى أن يترك حديث سموه صدى لدى المسئولين الذين دأبوا على إذلال المواطن، وهاهم يزدادون ثراء فاحشا ويقتاتون على سرق لقمة المواطن المسكين ويسلبون منه حقه البديهي في العيش الكريم.
ومن منطلق الشفافية التي عوّدنا سمو رئيس الوزراء عليها دائما، نصارح سموه القول إننا نأمل أنْ تصل يد الإعمار والتنمية لمحافظات المملكة جميعها؛ لتحقيق المواطنة المساوية في ظل العدالة الاجتماعية، وهذا الأمر لن يتحقق إلاّ بتوجيه مباشر من سموه؛ لأنّ بعض المسئولين (ولا نقول جميعهم) ما زالوا ينظرون بعين واحدة، إنها عين لا تستطيع أنْ تتعامل مع كل المواطنين على قدم المساواة الوطنية والدستورية، وليتوقفوا عن التمييز الصارخ في التعامل مع الناس.
يراودنا الأمل أنْ نرى سمو رئيس الوزراء متجوّلا في المنامة التي عاشت إهمالا رسميا طوال عقود من الزمن، وأهاليها محرومون من أية خطط للتطوير، ويعيش أغلبهم في بيوت آيلة للسقوط، وفقرا معيبا لا يتناسب مع وجه عاصمة بلد نفطي!
أملنا كبير في أنْ يكون «بوعلي» حاضرا في 39 قرية في «الشمالية» وفي سترة المنكوبة وفي بيوت مدينة عيسى المتهالكة ولفقراء البديع والرفاعين... كل هؤلاء يا سمو رئيس الوزراء من حقهم أن ينالوا نصيبهم من التنمية أيضا، وواثق من أن سموكم ستكون مبادرا للخير، مستجيبا- كما عهدناكم- لنداء المحرومين في كل الوطن. وحتى نشق طريقنا لترسيخ قواعد الاستقرار الاجتماعي يجب أنْ يذوق ثمرة التنمية كلّ بحريني... «ما أريد إلاّ الإصلاح وما توفيقي إلا بالله».
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 2047 - الأحد 13 أبريل 2008م الموافق 06 ربيع الثاني 1429هـ