يغادرنا منتخبنا الوطني لكرة اليد إلى تونس لإقامة معسكره التدريبي الاستعدادي للمشاركة في الألعاب المصاحبة في بطولة الخليج التاسعة عشرة، وهو يحمل أمنيات جميع المتابعين الرياضيين الراغبين في أن يحقق لاعبونا كأس البطولة، من دون أن نفرط في أمانينا وخصوصا أن البطولة لن تشهد مشاركة منتخبي السعودية والكويت بالفريق الأول وإنما بالرديف نظير مشاركتهما في بطولة كأس العالم في الشهر ذاته.

نعم نحن نثق تماما في قدرة لاعبينا على تحقيق الانتصارات والذهاب إلى أبعد من خلال استرداد اللقب الضائع في البطولة الماضية لصالح السعودية، لكن في الوقت ذاته لا يجب أن نفرط ونقول إن منتخبنا سيكون في نزهة لا تحتاج إلى جدية ومثابرة من أجل الحصول على مبتغانا، لا سيما وأن البطولة الماضية تؤكد كلامنا هذا بعد أن فرطنا في الفوز بالتعادل مع الكويت التي كانت تلعب بالفريق الرديف أيضا.

ذلك يحتاج من الجميع مدربا وإداريا ولاعبا أن يكونوا على قدر كبير من الوعي بالمرحلة المقبلة التي سيحظى بها منتخبنا، والتعامل معها بشكل جدي خصوصا إذا ما رأينا المعوقات البسيطة التي شابت إعداد المنتخب من اعتذارات وتأخر للإعداد وغيرها من الأمور، لكنه في الوقت ذاته يجب أن تكون تلك الأمور دافعا للجميع من أجل تحقيق الهدف المنشود.

في الوقت ذاته يتطلب من اللاعبين الذين تم استدعاؤهم ودار حولهم الكثير من اللغط بعد اختيارهم من قبل مدرب المنتخب السلوفيني ماجيك، أن يكونوا على قدر المسئولية سواء في المعسكر التونسي الذي سيبدأ بعد 3 أيام، أو حتى في البطولة الخليجية.

كما يجب على الفريق بأكمله، لاعبين وإدارة ومدربا الاستفادة التامة من هذا المعسكر الذي سيحوي المباريات القوية، إذا ما عرفنا أن المعسكرات قد تنقلب عكسيا على أصحابها كما هو الحال مع منتخب الكرة الطائرة الذي اشتكى لاعبوه من عدم ملائمة المعسكر الفرنسي مع طبيعة الإعداد، ولعل الجميع يتذكر كيف كانت النتيجة في البطولة الخليجية لمنتخبات الكبار الأخيرة التي أقيمت في الكويت وجاء فيها المنتخب في المركز الرابع بعد معسكر سيئ أقيم له في مدينة الإسماعيلية بمصر، مع تمنياتنا أن لا تؤثر نتائج المعسكر الفرنسي الأخير لمنتخب الكرة الطائرة على نتائجه ومستواه في البطولة العربية التي ستنطلق على أرض البحرين يوم الخميس المقبل.

خطة التطوير

لا زلنا بانتظار الافتتاح الرسمي لمدينة خليفة الرياضية التي ستنعش رياضتنا بشكل كبير وانتشالها من الوحل الذي هي فيه، إذ وبينما سعد الجميع بنقل البطولة العربية للكرة الطائرة، وإذا بنا نفاجأ بعدم الافتتاح لأمور تنظيمية لا يعرفها أحد.

ما يتم التطرق إليه والتركيز عليه حاليا هو كيفية تطوير نظام المسابقات المحلية وخصوصا كرة القدم، لكن الكثير ربما يغفل أن أبرز التوصيات التي أوصت بها اللجنة الدولية للفيفا والتي جاءت للبحرين قبل عام تقريبا، وهي تطوير المنشآت الرياضية قبل تطوير المسابقات، والمفارقة بسيطة جدا هي أن تطوير المنشآت يعود بالفائدة في الدرجة الأولى على تطوير المسابقات إذ ما عرفنا أن العلاقة طردية بينهما.

سنصل من خلال ذلك إلى نتيجة حتمية وهي أننا بحاجة ماسة إلى بناء جديد لمنشآتنا المتهالكة وإصلاح البنية التحتية وبناء أندية نموذجية جديدة من أجل أن تحظى الرياضة البحرينية بالنجاح والتطور المطلوب، وبالتالي افتتاح منشآت مدينة خليفة الرياضية وبدء بناء مدينة الشيخ عيسى أيضا.