عوامل النجاح كثيرة لأي عمل ما، وتكمن هذه العوامل في توافر ثلاثة منها تسمى «مثلث النجاح»، ولا تختلف منظومتنا الرياضية ولا تشذ عن ذلك إذ يجب توافر هذه العناصر الثلاثة كي نستطيع تحقيق النجاح المنشود، والعناصر الواجب توافرها في الرياضة تكمن في الإدارة والمدرب واللاعب.

دور ومهمة الإدارة يمكننا أن نسميه دور «التخطيط» أو الجهة التي تخطط من أجل توفير الظروف المناسبة لفرقها الرياضية لتحقيق النجاح ومن المجاز أن نسميها «السلطة أو الحكومة»، أما دور المدرب فهو دور محوري ومهم فهو يلعب دور «السلطة التشريعية» من خلال سن أحكام وقوانين وأدوار ينيط بها اللاعب لتنفيذها ليكون دور اللاعب هو «السلطة التنفيذية» لأنه ينفذ أوامر «السلطتين الحكومة والتشريعية» على أرض الملعب.

وفي فريق كرة القدم على سبيل المثال لا الحصر وبقدر أهمية دور الإدارة واللاعبين في تحقيق البطولات والانتصارات إلا أن دور المدرب يبقى دورا محوريا ومهما، ويمكننا إطلاق صفة «المشرع» عليه وهو يستطيع صنع المعجزات من خلال توظيف الإمكانات التي توفرها له الإدارة بالإضافة إلى توظيفه السليم للاعبين داخل وخارج أرضية الملعب، فما الفائدة التي سيجنيها فريق من وجود لاعبين «سوبر» وإمكانات مادية كبيرة وقد يكون هناك مدرب يلعب بأسلوب غير مناسب لإمكانات لاعبيه، كأن يوظف مهاجما للعب دور مدافع أو مدافعا للعب دور مهاجم، أو بالعكس، فما الفائدة التي سيجنيها فريق يملك مدربا عالميا ولاعبين على مستوى عال ولكن لا توجد إدارة واعية وقادرة على إيجاد موارد مالية ومادية لتحفيز اللاعبين!

أعتقد أن ما ذكرته مقدما ينطبق على غالبية إن لم أقل جميع أنديتنا المحلية وفي مختلف الألعاب الرياضية، فمثلث النجاح يكاد يكون معدوما ومختفيا في أنديتنا المحلية... إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال الفصل بين «السلطات الثلاث» أو عوامل النجاح الثلاثة لأن أي تباعد أو تنافر بينها يعني تأكيد الفشل. فهل بالإمكان وجود هذا المثلث لترى رياضتنا النجاح؟... ربما.

تكريم الثلاثي

أسماء حفرت وحجزت لها بتاريخ كرة القدم البحرينية مكانا، ولا يستطيع أي كائن كان أن يزيحها من قلوب الجماهير البحرينية الوفية، عبدالرزاق محمد وإبراهيم عيسى ومحمد صالح الدخيل ثلاثة أسماء ربما لا يختلف عليها اثنان في حبها ووفائها لأنديتها ولمنتخباتنا الوطنية، أسماء قدمت الكثير للكرة البحرينية، أسماء ستظل عالقة في الذاكرة فهي عملت واجتهدت وقدمت وضحت بكل ما هو غال ونفيس في سبيل رفعة وطننا... ولكن ما الذي قدمته لها أنديتها والاتحاد البحريني لكرة القدم، وإنه من المتعارف عليه في الحياة أن تتغير الظروف ولكن يبقى الأثر، وإذا أردنا أن نأتي بغيرهم علينا أن نوجد الحافز والدافع من خلال تشجيع السلف لهذا الخلف بالتكريم المميز واللائق.

أتمنى أن يبادر ناديا الأهلي والمحرق وبمعيتهما الاتحاد البحريني لكرة القدم بتكريم هذا الثلاثي «عيسى ورزاق والدخيل» ولو من خلال إقامة مباراة تكريمية تليق بتاريخهم وعطائهم اللا محدود والكبير في ملاعب كرة القدم سواء محليا أو خارجيا، «وما جزاء الإحسان إلا الإحسان».