هل تذكرون مسلسل «درب الزلق» وكيف استطاع عبدالحسين عبدالرضا وأصحابه تكريس أمثلة وحوارات مازلنا نستخدمها كأمثال شعبية مُساندة لكثير من المواقف الغريبة أحيانا، والمواقف الغبية في أحيان أخرى كثيرة؟!

مازلت أرى تلك النماذج الغريبة والأخرى الغبية إذ إنها الأكثر حسبما ألاحظ، فمغامرات الشباب بالدخول إلى عالم التجارة وتخبط الآخرين في هذا العالم الخطير الذي انعدمت فيه الفرص التي كانت مُتاحة في تلك الأيام، تذكرني بمسلسل «درب الزلق» في كل مرة، وبحلقات مشروع استيراد لحم الكلب (أعزكم الله) على أنه لحم غنم و «محروق صبعة» و «مجبوس لحم»، إلا أن السؤال الذي كان يحيرني كلما رأيت المسلسل في تلك الفترة ولم أجد له جوابا إلى الآن: هل أن كل من يأكل لحم الكلب ينابح؟

المغامرات التي تجعل كثيرا من الشباب اليافع مشتاقين إلى هذا العالم الواسع من التجارة، ومن خلال رجال أعمال ونماذج ناجحة مضيئة، هم قلة من نماذج فشلت وخسرت، بل هي انكسرت من جراء هذه المغامرة، ولم نعد نرى إلا النماذج الناجحة كونها أمام أعيننا على عكس تلك النماذج المنكسرة. مسلسل «درب الزلق» من فرط حبي له حالي حال الكثيرين من الخليج، وصلت إلى درجة أنني صرت أحفظ مشاهد وحوارات طويلة منه عن ظهر قلب، والمشاهد التي فيها المشادات بين حسين وأخيه سعد و «التحلطم على الحال الطايح» لها نصيب الأسد.

أتذكرون سعد وقصة عشقه لعائشة بنت الجيران... ذلك الحب العذري الذي يصطدم بعقبات الأب الذي يقايض البنت بأم سعد... مفارقات ومبالغات كاريكاتيرية جميلة جدا... وحِكَم دخلت عالم التراث الشعبي، كمقولة أم عليوي لحسينوه «ياما ناس حطوا روبية على روبية وصارت روبيتين»!

من جهة ثانية... ألا تلاحظون أن أسطول المسلسلات التي تلت «درب الزلق» من تلك السنة إلى الآن، وخصوصا المسلسلات الجديدة (خلال السنوات الخمس الأخيرة) لم تعد لها «مزّية»؟! فحتى المسماة بمسلسلات فكاهية وخفيفة تراها «أثقل من يهد»؟!