فوز المالكية ببطولة دوري الدرجة الثانية يؤكد صحة توجه إدارة النادي بالاعتماد على لاعبي القرية الصغيرة الواقعة ضمن القرى المتعددة غرب مملكة البحرين، وعدم التعاقد مع أي لاعب أجنبي، والاعتماد أيضا على طاقم فني من القرية نفسها بقيادة نجم الفريق السابق سيدعيسى حسن.
هذه الثقة لم تكن نوعا من الغرور أو تقليلا من شأن المنافسين بقدر ما هي نظرة صائبة فيها الكثير من العقلانية والتفكير المنطقي بالإضافة إلى التفكير المستقبلي للفريق وخصوصا من الناحية المالية.
وجميع من يتابع دوري الدرجة الثانية يرى أن فريق المالكية يملك لاعبين أفضل من جميع المحترفين الموجودين في الدوري، وهذا مبعث الثقة لدى الإدارة الملكاوية، وليس هذا كل شيء، إذ إن النادي أكد أنه يملك فائضا من اللاعبين وبإمكانه التصدير أيضا، إذ لم يتأثر الفريق بخروج لاعبين من العيار الثقيل في صفوفه مثل سيدحسن عيسى الذي ذهب إلى الأهلي، وحارسه العملاق سيدمحمد جعفر الذي أصبح الحارس رقم واحد في أكبر الأندية البحرينية المحرق والمنتخب الوطني الأول، بالإضافة إلى المهاجرين إلى الدوري الكويتي سيدعلي عيسى وحسن خميس البري، بل كان البديل جاهزا، وتمكن الجهاز الفني من صنع صف جديد قادر على إعادة التوازن للفريق، وقيادته للفوز بالبطولة كما تم التخطيط له مسبقا، وبالاعتماد على اللاعبين المحليين الذين أكدوا أنهم أفضل بكثير من أشباه اللاعبين المحترفين المنتشرين في بقية الأندية والذين لم يكن لهم تأثير كبير مع فرقهم.
إدارة المالكية تمكنت من ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، إذ إنها أثبتت للجميع صحة نظريتها، وفازت ببطولة الدوري، وكسبت فريقا جديدا شابا يمكن الاعتماد عليه في المواسم المقبلة، بالإضافة إلى توفير المال الذي كان سيتم صرفه على لاعبين محترفين من دون طائل منهم، وبالتأكيد ان كل ما ذكر محسوب لإدارة هذا النادي الصغير التي وثقت بلاعبيها، وبإنتاجها المحلي الذي أثبت أنه إنتاج جيد ولا يتغير.
والآن بإمكان إدارة النادي الأخضر أن تضع خططها المستقبلية للفريق بدءا من الموسم المقبل الذي سيكون قويا وشاقا، من أجل حجز مقعد دائم ضمن فرق الدرجة الأولى، وبعد أن وضعت اللبنة الأولى لهذا الفريق أصبحت الآن مطالبة أمام جماهيرها بضرورة الحصول على مقعد في الدرجة الأولى بعد دوري الدمج والتصنيف الذي ينوي الاتحاد تنظيمه في الموسم المقبل، وعلى مجلس الإدارة أن يثبت مرة أخرى صحة توجهاته، وإلا سيجد الفريق نفسه مرة أخرى بين فرق الدرجة الثانية «وكأنك يا بوزيد ما غزيت».
هنيئا لفارس الغربية فوزه ببطولة دوري الدرجة الثانية التي جاءت بأقدام محلية 100 في المئة، مع خالص تمنياتنا لهذا النادي الصغير بإمكاناته والكبير في إنتاجه للاعبين المتميزين وكل التوفيق في الموسم المقبل وتحقيق ما يصبو إليه مع جماهيره الوفية.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 2043 - الأربعاء 09 أبريل 2008م الموافق 02 ربيع الثاني 1429هـ