يوجعه الهوى...
يوجعه الشوق إلى امرأةٍ
هي النساءُ في عينيه...
وهي الكواكب...
والنجوم...
وليل العشّاق!
***
يوجعه النبضُ
إذ يهجره لذيذُ الكرى...
وفؤاده منبعُ سقمه...
وحنينُه إلى الوصل
أنشودةٌ أجزلتْ ترتيلها
على أوتار البكاء،
فألهبتْ لواعجَ نفسه...
وفي حضورها تفرّدتْ!!
***
ولذكرى اللقاء...
يبتسم كالطفل حينا...
وحينا يعتليه لفرط
اشتياقه وظلم الأحبة
شيءٌ من العبوس!!
وليلاهُ قد غدتْ
في دفاتره ودواوين الشعر
أقرب إلى الأسطورة...
أو اللذّة المحرّمة...
بلْ أكثر!!
***
ويروقُ له صدّها...
والهجر...
-مهما كَثُرْ-!
وخيلاؤها عند غدّوها والإياب،
وغنجٌ تباهى به -غيداؤه- يداعبان
ما تبقّى في ليلهِ من أخْيلةٍ
في الحسن والهوى جامحة...
فيعشقها من البدء...
وكأنّه من الجنون
الجميل بعدُ ما ارتوى!!
(عاَشِقَة)
وعلى الضفة الأخرى من الفقد
تقبعُ (حوّاء) ثانيةٌ باللَهَف قد تلفّعتْ...
وبغرام -ذات العاشق- شُغِلتْ...
وقلبه لأخرى قد وَهَبْ!!
فأضحتْ بلعنة عشقها...
-بدءا بأولى أبجديات الحبّ-
من الخاسرين!!
***
ويلثُمها ساعةَ الإشراق عزيزُ طيفه...
ولما يجنّ عليها الليلُ يعودُ
فيقبّلها من بين وجنتيها...
وفوق جبينها...
وشفاهها...
والخدود!!
لتُمسي بمكرِ هكذا
خيالاتٍ عابثةٍ كمَنْ مسّها السحرُ...
أو زاحمها وابلٌ من الخَدَر!!
***
وتبكي لمُصاب قلبها كثيرا...
وبقدر الدمعِ في المآقي
يتهافتُ ولهُها جمرا...
فتحترق ابتداء!!
ثمّ تشكو للقمر حَسَراتها
لمّا يلفظُ المساءُ أنفاسَه
الأخيرة على عَجَلْ...
كيْما تلوكَ سؤالاتها
وأحزانها في الهوى وحدها!!
***
وبين تنهيدةٍ...
وآهةٍ...
ودمعة...
يلوح لها وجهُه الحبيب
كنجمٍ أُحلّ لها مرآة
في حضرةِ حلمٍ لا أكثر!!
***
وإذْ يخشعُ الصباحُ لخالقه
تأتي مساءاتُ بعض المحبّين
كسيرة...
ثقيلة...
موحشة!!
ويحضرني في زحمة
الخُسران عاشقان اثنان...
وجعُ الأول مدلّلةٌ فاتنةٌ
وحده المُصاب بها...
وما هي له بعاشقة!!
والأخرى بعشقه
اعتّلتْ وما رآها...
فكان لها ولفؤادها ذبّاحا!!
***
وتجيء خواتمُ
الهوى بالأحزان مُثقلة!!
لتستحيلَ الأرضُ بقدومها
زخما من السجون...
وضربا من اليباب...
والمُوات!!
فلا يعودُ القمرُ قمرا...
ولا الليلُ ليلا...
ولا النجمُ نجما!!
العدد 2043 - الأربعاء 09 أبريل 2008م الموافق 02 ربيع الثاني 1429هـ