العدد 2043 - الأربعاء 09 أبريل 2008م الموافق 02 ربيع الثاني 1429هـ

طريق لحلّ قضية المياه في دور مجلس التعاون

قطرات خليجية... لوليد زباري

يحدد الباحث في شئون الموارد المائية وليد زباري في كتابه «قطرات خليجية» أربع سيناريوهات مستقبلية تحدد فرضيات من الممكن اعتمادها على المدى البعيد قصد انتشال العالم من تهديدات شح المياه التي تؤرق منذ مدة طويلة مختلف الهيئات العالمية البيئية.

السيناريوهات الأربع التي يقدمها زباري في كتابه الصادر أخيرا عن جمعية علوم وتقنية المياه، تستهدف أساسا دول التعاون الخليجي، وهي على التوالي سيناريو المستقبل لدول التعاون... السوق أولا وتعتمد على إعلاء الجانب الإستثماري على بقية الجوانب بحيث تنتشر العولمة وقيم وثقافة المجتمعات الصناعية في دول المنطقة بشكل تدريجي.

ويقر زباري أنه وبمقتضى هذا السيناريو فإن القطاع الخاص سيكون بمثابة المحرك الرئيسي لعجلة السوق مقابل تعرض الحكومات إلى ضغوط متزايدة لتقليل تدخلها في سير آليات السوق الحرة، ولكن التركيز على تحقيق النمو الإقتصادي سيؤدي بالضرورة إلى تهميش عنصر العناية بالبيئة مما من شأنه أن يؤثر سلبيا على الإنسان والبيئة.

أما السيناريو الثاني فقد حمل عنوان: السياسات أولا، ويفترض هذا السيناريو تدخل الحكومات بشكل قوي وفعال لتحقيق القدر اتلأكبر من العدالة الإجتماعية وحماية البيئة، وذلك منم خلا لتسريع عملية التكامل والوحدة الخليجية ما سيؤدي إلى بروز كتلة اقتصادية خليجية عربية، وعلى عكس السيناريو الأول فإن هذا السينار يدعم الإهتمام بقضايا البيئة إلا أن ضغوط سياسات الإستثمار والتنمية الإقتصادية عليها ستستمر في المنطقة.

السيناريو الثالث الذي يطرحه الكاتب يعتمد»الأمن أولا»، ويؤكد في هذا الخصوص أن هذا السيناريو يعد من أصعب السيناريوهات خصوصا وأن المنطقة- بحسب ما ذهب إليه الكاتب- لها تاريخ في عدم التيقن وحدوث المفاجآت وتعرضها المستمر للتأثيرات والتجاذبات الخارجية والنزاعات الغقليمية والدولية، ويفترض هذا السيناريو أن تخصص الحكومات في المنطقة نسبا كبيرة من ميزانياتها للدفاع و الأمن الداخلي على حساب التنمية الإجتماعية و الإقتصادية وحماية البيئة، وتتم التضحية بالبيئة والموارد الطبيعية لتلبية الإحتياجات الأمنية، ولكن الكاتب ينتهي في الأخير إلى التأكيد على ان هذا السيناريو سيخلف نتائج مدمرة وطويلة الأمد على البيئة و الإنسان.

أما السيناريو الرابع الذي يرفع شعار»الإستدامة أولا»، ويفترض هذا السيناريو ترسخ الديمقراطية والشفافية وانتشار مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالبيئة ويعتمد على تقليل استهلاك الموارد الطبيعية والبيئية والإستخدام المكثف للتقانات النظيفة، ومن شأن هذا السيناريو أن يجعل العلاقات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني متوازنة، تؤخذ فيه القرارات بشكل تشاوري/ تشاركي ما يؤدي إلى توزيع أكثر عدالة للثروات وبتأثير أدنى على صحة الإنسان والبيئة.

ويحتوي كتاب»قطرات خليجية « على 422صفحة من الحجم المتوسط، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الصحفية التي تم نشرها في صحيفة «الوسط»خلال الفترة من فبراير2006 إلى فبراير 2008، طرح فيها الكاتب جملة من القضايا وتحديات المياه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خصوصا وأن المشكلة المائية تطرح «بشكل أكبر لوقوعها في المناطق الجافة الصحراوية التي تعاني من ندرة الموارد المائية المتاحة من جهة ولزيادة المتطلبات المائية بمعدلات متسارعة».

ويطرح الدكتور وليد خليل زباري قضية شح المياه والسياسات التي يجب اتباعها من خلال 16 بابا تعرض من خلالها إلى عدد من المسائل المتعلقة بتحسين الوعي بأهمية البعد البيئي في سياسات الدول وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ذلك مسألة تطور الفكر والعمل الدولي والخليجي بشأن المياه وطرق إدارة المياه ومستقبل الزراعة في دول مجلس التعاون بالإضافة إلى مسألة إدارة المياه في القطاع البلدي وإدارة مياه الصرف الصحي وسبل إشراك القطاع الخاص وتراجيديا المياه علاوة عن طرحه اشكاليات المياه في البحرين.

وللإشارة فإنه للدكتور زباري أكثر من 45 بحثا ودراسة في مجال تنمية وإدارة الموارد المائية كما أشرف على أكثر من 20 رسالة ماجستير وهو أستاذ الهيدروجيولوجيا وإدارة الموارد المائية ونائب عميد كلية الدراسات العليا لشؤون الدراسات التقنية بجامعة الخليج العربي ورئيس مجلة الخليج العربي للبحوث العلمية الإقليمية منذ سبتمبر2006.

العدد 2043 - الأربعاء 09 أبريل 2008م الموافق 02 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً