أمسى الوضع التحكيمي في دورينا «دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد» مشكلة تجلب الصُداع لرأس لجنة الحكام والاتحاد ذاته، ربما ليس فقط لسوء التحكيم لدى بعض الحكام الذين يديرون مبارياتٍ قد تكون فوق مستوياتهم «وهنا يعذرني الحكام جميعهم»، وإنما قد يكون لسوء العلاقة المترتبة بين لاعبي وإداريي أنديتنا مع حكّام اللعبة وخصوصا البحرينيين والتي يراها الكثير بأنها متوترة إلى درجة كبيرة غير مبررة.
ما وصل إليه التحكيم يدعو لجنة الحكّام إلى العمل أكثر فأكثر ونحن لا نبخس حق رئيسها عيسى سويد وأعضاءها بدءا من الحكم الدولي المتقاعد رضي حبيب واللذين يقومان بتصحيح ما أفسدته الإدارات السابقة، إلا أنّ اللجنة مدعوّة إلى مزيد من الحرفنة في تحديد الطواقم الجيّدة والقادرة على تسيير دفة مباريات كمباراة في الدورة السداسية التي يتحدد من خلالها بطل الدوري، كأن تضع اللجنة طاقما غير منسجم تماما مع بعضه ويجعل أحدهما أو كليهما يحمّل الآخر مسئولية إخراج المباراة إلى بر الأمان، وهذه مسئولية اللجنة أوّلا وأخيرا.
في الطرف الآخر لا يمكننا أنْ نضع كل تبعات أية خسارة تكون لأحد أنديتنا على الحكّام وإن كانت لهم أخطاء مكلفة، فالعلاقة المتوترة التي تشوب بين الحكم البحريني ولاعبي أنديتنا أمست تطفح على السطح، حتى أننا أمسينا نعرف بأن المباراة لن تخرج إلى بر الأمان عندما نشاهد حكّام المباراة من البحرينيين، وهذه المشكلة ليست من الحكّام وحدهم وإنما من أنديتنا ولاعبينا الذين يجب أنْ يعرفوا أيضا أنه لن يكون ممكنا أنْ يدير مباريات الدوري طوال مسيرته التي تمتد إلى أكثر من نصف سنة طواقم من الخارج، وحتى لو تم جلب هذه الطواقم فإنها لن تستمر ما دام الضغط المتواصل سيولد الانفجار، وهذا ربما يحدث للطاقم التونسي الحالي المكون من الأخوين الجريبي، اللذين يوما ما ولسبب كثرة إدارتهما لمباريات الدوري فإنّ لاعبينا سيبدأون في الغضب والتهكم عليهما ، على رغم أنهما كانا محل ثقة الجميع قبل ذلك.
إذ المشكلة التحكيمية في «دورينا» ليست مشكلة فردية بقدر ما هي مشكلة تهم الجميع، وإنّ تقصير الأندية أيضا في دفع من انقطع عن اللعب للسلك التحكيمي على رغم أنها ليست مسئوليتها، يعد أحد الأسباب المهمّة في وصولنا لهذه المرحلة من الأزمة، وخصوصا أنّ الأندية كانت سلبية جدا مع مثل دورات الصقل التي عملت لجنة التحكيم على القيام بها والتي من شأنها أن تطوّر من التحكيم، ولم تقم بدفع بعض العناصر لإشراكها في دورات الصقل، لكن في الوقت ذاته لا يمكننا تحميل الأندية كل المسئولية إذا ما قلنا بأنها غير مسئولة عن جلب حكّام جدد، وإنما يكون دورها مساعدا في حل مشكلة تبدو عصيّة.
نتمنى في النهاية أنْ توفق لجنة التحكيم في عملها وأنْ يكون الصبر عنوانا لعملها، وأن يعمل الحكّام أنفسهم على الرفع من مستواهم الفني، وخصوصا أنّ اللجنة يكون عملها فنيا وقياديا أكثر من الخارج، فالحكم الأقل أخطاء هو الأفضل دائما وهذا مبدأ يعرفه جميع الحكّام، وأنا هنا لا أقصد الطاقم التحكيمي لمباراة الشباب والدير والتي شهدت احتجاجات شبابية كبيرة، وإنما كلامنا هنا يعود بالدرجة الأولى لجميع حكّامنا المحترمين والذين نقدّر لهم بقاءهم حكّاما في دوري يحتاج بالدرجة الأولى للحكذام.
أين الجماهير من دوري الأقوياء؟!
في مقابل مشكلات التحكيم نرى أنّ دوري الأقوياء تنقصه متعة الجماهير التي لحد الآنَ لم تحضر كما هو المتوقع منها دائما، وخصوصا أننا الآنَ في بطولة تكون مبارياتها دائما حاسمة وحساسة ونتائجها مهمّة لتحديد البطل.
إلا أنّ القلة التي تواظب على الحضور لمشاهدة المباريات من مدرجات صالة بيت التمويل تشتكي دائما من القيود التي يفرضها المسئولون على مَنْ يريد الدخول للتشجيع، من خلال عدم قدرتها على إدخال المأكولات وإلى داخل الصالة، على رغم أننا نرى في الملاعب الأوروبية أكثر من ذلك، لكن هذا يعتمد في الدرجة الأولى على وعي الجماهير، فعندنا على ما يبدو تستخدم المأكولات للاحتجاج على التحكيم وغيره من خلال رميها داخل الملعب، وهذا ربما ما جعل الاتحاد يمتنع عن إدخال هذه الأشياء مع الجماهير التي لابدّ أن تغيّر مفهومها من أجل أن يسمح لها بجلب ما تراه عاديا.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2042 - الثلثاء 08 أبريل 2008م الموافق 01 ربيع الثاني 1429هـ