العدد 2042 - الثلثاء 08 أبريل 2008م الموافق 01 ربيع الثاني 1429هـ

وداعا يا ريحانة أهل الحد

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

غاب عن دنيانا الأخ والجار والصاحب هلال بن مهنا الشايجي، الذي أتته المنية صباح يوم السبت الماضي. ولقد آلمنا فراقه ألما شديدا؛ لما لنا من صلة به وعلم بأخلاقه الكريمة. وليس غريبا منه هذه الأخلاق؛ فهو من عائلة فاضلة من عوائل الحد الشرفاء.

الدكتور هلال الشايجي بدأ مشوار حياته دارسا في جامعة الأزهر، ومن ثم عميدا في كلية الآداب بجامعة البحرين، ورئيس تحرير لصحيفة «أخبار الخليج»، وعضوا في مجلس الشورى، ومؤسسا للجامعة الأهلية وعميدا للآداب فيها، ومؤسسا وعضوا لجمعية الأكاديميين البحرينية، وقبل هذا كله كان يرحمه الله إنسانا شريفا بكل ما في الكلمة من معنى.

تناولت الصحف مقالات وتعليقات مشرفة عن أبي أنس طيب الله ثراه، ولكنني اليوم آثرت أن أتكلم عن الجار الغالي، الذي لم يرد أحدا، ولم يضغن لأحد، بل كان من أعز الناس وأكثرهم تواضعا. ولن أتطرق لحياة الفقيد الصحافية أو الأكاديمية؛ فهو لا يحتاج الى من يتكلم عنه، ولكنني سأتطرق الى وقفات في حياة هذا الرجل بمدينتنا الغالية الحد.

أتذكر يوم أن جئت اليه في جامعة البحرين طلبا للدراسة فيها، وكان عميدا في كلية الآداب، وكانت متطلبات الدخول صعبة وعقباتها كثيرة من دون وجود الواسطة، فأخذ بيدي وثابر حتى أدخلني كلية الآداب لأواصل تعليمي، ونصحني بالصبر وتجاوز الصعاب حتى أحقق هدفي. فلولا الله ثم الدكتور هلال لما كنت أستطيع أن أحقق حلمي وأصل الى ما أنا عليه من منصب ومنزلة.

ولا أنسى أيضا ذلك اليوم الذي قام فيه بتأييد والد الحديّين الوجيه علي بن محمد المسلّم، عندما قدّم مشروع تطبيق فريضة الزكاة على الشركات والمؤسسات، وكان مشروعا جليلا ناجحا، حيث كان مجلس الشورى مفعّلا بطريقة صحيحة آنذاك.

كما أتذكر عندما قال لنا أحد الأصحاب الطيبين عن وقفة أبي أنس معه ومع زوجته في لبس النقاب أثناء دراستها، حيث كانت الأخيرة على درجة من الالتزام والتديّن، وكان نظام الجامعة يفرض عدم لبس النقاب آنذاك، فوقف هلال الشايجي معها وأصرّ على مواصلة العلم بالنقاب، وكان أول من سنّ هذه السنّة الحسنة في جامعة البحرين.

ولو عددت مواقفه فلن أحصيها في مقال أو مقالين أو صحيفة أو صحيفتين، فهو من الأحرار الذين لم تغيّرهم المناصب، ولا حب الدنيا أو الظهور على المبادئ والقيم التي ترسّخت فيه وعلََّمها غيره. وأتمنى من البعض أن يحدو حدوه وحدو الشرفاء من مدينة الحد، الذين كانوا ومازالوا مثل النخلة الثابتة أمام الريح العاتية... فليرحمك الله يا أبا أنس ولينزلك فسيح جناته.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2042 - الثلثاء 08 أبريل 2008م الموافق 01 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً