العدد 2041 - الإثنين 07 أبريل 2008م الموافق 30 ربيع الاول 1429هـ

إرهاب التغييرات المناخية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بين الفينة والأخرى تسري في أجهزة الإعلام العالمية موجة تحذيرية من عواقب نتائج الأنشطة البشرية والسلوك الإنساني على التغيرات المناخية. آخر مثال على تلك الحالات ما تناقلته وكالات الأنباء عن الحملة التي أطلقها نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور التي من المتوقع أن تتكلف 300 مليون دولار وتستمر 3 سنوات بهدف حشد الأميركيين في المعركة ضد التغيرات المناخية.

فقد قال آل غور: «يمكننا حل أزمة المناخ لكن سيتطلب ذلك تحولا مهمّا في الرأي العام والمشاركة». واضاف الغور وهو الحائز جائزة نوبل للسلام أن «التكنولوجيا موجودة لكن قادتنا المنتخبين ليس لديهم بعد الإرادة السياسية لاتخاذ الاجراءات الجريئة المطلوبة». ويرأس آل غور جماعة «التحالف من أجل حماية المناخ» .

يؤيد ما ذهب إليه أل غور من تحميل السلوك الإنساني غير المسئول تبعة التغيرات الحرارية تقرير صادر عن الاتحاد الأميركي للجيوفيزيائيين بثه موقع هيئة الإذاعة البريطانية على الإنترنت يحذر، وبوضوح، من افتقار مناخ الكون إلى التوازن المطلوب مع الاستمرار في ارتفاع غير طبيعي في الحرارة. والاتحاد هو أكبر تجمع للعلماء المتخصصين في دراسة الكرة الأرضية والفضاء. والمهم فيما جاء به البيان هو «أن أفضل ما يمكن به تفسير التغييرات التي تحدث للمناخ هو وفرة الغازات المتولدة في الجو عن الأنشطة البشرية في القرن العشرين».

وأوضح البيان بشيء من التفصيل الآثار السلبية التي يتركها ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها، إذ يقود ذلك إلى التقليل من الإنتاجية الزراعية للكرة الأرضية، و»يتسبب في الحد من تنوع الكائنات على الأرض، (وبحسب ما جاء في البيان) إذا ما استمر لمئات من السنين فسيذيب معظم الغلاف الجليدي لجزيرة غرينلاند». لكن أهم ما جاء في ذلك البيان التحذيري هو ان «كلفة خفض انبعاث الغازات الآن ستكون أقل بكثير من محاولة التكيف مع عواقب التغييرات المناخية في المستقبل».

المثير في موضوع التغيرات المناخية هو ما قام به كبير المستشارين العلميين بالحكومة البريطانية ديفيد كنغ، حين ربط بين تهديدات التغيرات المناخية الناجمة عن السلوك البشري السيئ والإرهاب الذي تمارسه الجماعات التي أصرت على الخروج عن العقد الاجتماعي الذي ينظم العلاقات البشرية السوية.إذ يؤكد كنغ أن «تغير المناخ يمثل تهديدا للعالم أكبر مما يمثله الإرهاب الدولي».

ويعزز كنغ أقواله بأرقام تؤكد فشل دولة مثل الولايات المتحدة في «خفض انبعاثات الغازات الضارة، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى أن تعصف الفيضانات والجفاف والجوع بملايين الأشخاص حول العالم في حال عدم اتخاذ إجراء سريع».

وكان كنغ «انتقد الإدارة الأميركية لاعتمادها خصوصا المحفزات القائمة على السوق وعلى الأعمال التطوعية».

وتوقع كنغ، كما ورد على موقع هيئة الإذاعة البريطانية «أن يزيد عدد المواطنين البريطانيين الذين قد يتعرضون لخطر الفيضانات، إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 3,5 ملايين شخص بحلول العام 2080، كما أن الأضرار التي ستلحق بالممتلكات قد تصل إلى مليارات الجنيهات الاسترلينية كل عام».

وحول الكلفة الباهظة للتغيرات المناخية، التي هي من صنع السلوك الإنساني غير المسئول، نشرت صحيفة «الحياة» اللندنية تقريرا مفصلا نقلته عن ملحق خاص وزعته مجلة «سيانس ايه في» الفرنسية ، صدر مع ختام صيف العام 2007، وبثه موقع http://en.netlog.com/ .

ومما جاء من حقائق في ذلك الملحق، نقلا عن دراسة علمية صادرة عن الحكومة البريطيانية، أن «أكثر من نصف تريليون يورو، هي كلفة الاحتباس الحراري ... وأن كلفة الاحتباس الحراري، وبحسب التقرير، تساوي مجموع ما كلفته الحربان العالميتان والركود الاقتصادي في ثلاثينيات القرن الماضي».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2041 - الإثنين 07 أبريل 2008م الموافق 30 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً