العدد 2039 - السبت 05 أبريل 2008م الموافق 28 ربيع الاول 1429هـ

صناعة السيارت الأميركية ضحية جديدة للأزمة الاقتصادية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تزحف أزمة الكساد الشامل المحدقة بالاقتصاد الأميركي، والتي يحذر منها الكثير من الاقتصاديين نحو صناعة السيارات، فقد تراجعت مبيعات السيارات الأميركية في مارس/ آذار الماضي بشكل ملفت للنظر. جاء ذلك في وقت قال فيه مصنعو السيارات إن العام 2008 سيكون هو الأسوأ بالنسبة لهذه الصناعة في الولايات المتحدة، منذ نحو عقد من الزمن. ويقول خبراء، وفقا لما ورد على موقع سي إن إن «إنه مع تراجع ثقة المستهلكين، وانخفاض قيمة العقارات، والتحفظ في السياسة الائتمانية وارتفاع أسعار الوقود، فإن مبيعات السيارات تحتاج لوقت أطول كي تتعافى».

وكما هو معروف تعاني صناعة السيارات الأميركية من أزمة حادة مصدرها الأوضاع الداخلية التي تزيد منها سوء المنافسة التي تفرضها عليها السيارات الأخرى وخصوصا الآسيوية، يابانية كانت أم كورية، فبينما انخفضت مبيعات السيارات المحلية إلى ما يقارب 48.1 في المئة من إجمالي المبيعات في أسواق السيارات الأميركية لم تتراجع السيارات الآسيوية بأكثر من 5.6 في المئة. هذا يجعل حصتها من إجمالي مبيعات لأسواق الأميركية ما يربو على 44.5 في المئة.

وقد تناقلت وكالات الأنباء الخسائر التي منيت شركتا جنرال موتورز و كرايسلر من جراء تراجع في المبيعات في السوق الأميركية وحدها وصل نحو 19 في المئة في مارس 2008، أما شركة فورد فتراجعت مبيعاتها بنحو 14 في المئة خلال الفترة ذاتها. ويقول مدير الأسواق العالمية في شركة جنرال موتورز مايك ديجيوفاني «نأمل أن تكون هذه هي القاع، ونأمل أيضا أن نكون بدأنا الصعود وليس الهبوط».

ويتوقع جيسي توبارك وهو محلل متخصص في صناعة السيارات أن «تتحسن المبيعات في النصف الثاني من العام الجاري، لكن ذلك التحسن لن يكون كافيا لتعويض خسائر النصف الأول.» ويضيف توبارك قائلا إن «السوق محفزة الآن، فنسب التمويل منخفضة، والشراء الفوري عند أدنى مستوياته، وأرى أن أي وقت بين الآن وأغسطس/ آب المقبل سيكون مناسبا جدا للشراء».

ولربما تكون لمصائب شركات السيارات بعض الفوائد لدى من يرغب في الشراء. فمع التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده الولايات المتحدة، وتراجع سوق العقارات، أصبح الوقت مناسبا بشدة لشراء السيارات، بعد أن انطلق التجار محاولين جذب الزبائن بكل الطرق الممكنة. ويعتقد محرر مجلة «بلو بوك» المتخصصة في السيارات جاك نيراد «أن الوقت الآن مناسب جدا لشراء السيارات».

يعزز من صحة هذا التصور ما تقدمه شركات السيارات الأميركية اليوم من خصومات عالية من أجل تشجيع المواطن على الشراء، إذ تقدم «كرايسلر» ألف دولار خصما على سياراتها الجديدة دوج جيرني، ونحو ستة آلاف دولار على سيارة جيب كوماندر.

وتدور في صفوف المتابعين لصناعة السيارات الأميركية حوارات بشأن مستقبل صناعة السيارات الأميركية، فبينما يصر البعض على التمسك بنظرته التشاؤمية على المدى القصير والمتوسط، معتمدا في ذلك على هبوط مبيعات السيارات هذا العام، نرى البعض الآخر يذهب نحو شيء من التفاؤل، كما ينقل موقع سي إن إن . لكن وفقا لتصريحات كبار المسئولين في الشركات الكبرى الثلاث لصناعة السيارات في الولايات المتحدة، فإن أيا منها لا يتوقع أن تظهر نتائجها أرباحا تذكر خلال العام 2008.

وكما يبدو فإن العام 2007، كان الأسوأ بالنسبة لصناعة السيارات عموما، وليس الأميركية فحسب، فوفقا لوكالة أسوشيتد برس فقد فشلت تخفيضات نهاية العام الماضي في جلب مزيد من الزبائن وتحسين الأرقام حيث أنّ شهر ديسمبر/ كانون الأول 2007 شهد انخفاضا في المبيعات لم يسبق له مثيل. ويعني ذلك أنّ مبيعات السيارات في الولايات المتحدة خلال العام المنتهي لم تتجاوز 16.1 مليون سيارة أي الأقلّ منذ العام 1998. وساهمت زيادة أسعار الوقود فضلا عن ضعف الأداء الاقتصادي وأزمة قطاع الرهن العقاري بأثر سيئ في المبيعات. ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى السيارات اليابانية إذ أنه من المتوقع أن تشهد مبيعاتها انخفاضا في آخر شهور العام لاسيما أنّ أزمة الرهن العقاري مازالت تؤثر على القدرة الشرائية في كاليفورنيا التي تعدّ أكبر أسواقها. هذا ما إعترف به أحد كبار المسئولين في شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات حين قال «إن سوق السيارات في الولايات المتحدة الأميركية ستصبح أكثر قسوة وصعوبة خلال العام الحالي بسبب التباطؤ الاقتصادي الأميركي الناجم عن أزمتي الإسكان والرهن، إضافة إلى ارتفاع قيمة الين الياباني أمام الدولار الأميركي».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2039 - السبت 05 أبريل 2008م الموافق 28 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً