تواجهه الحكومة الكويتية أوّل امتحان لها في تطبيق القانون للإزالة دواوين المخالفة والتي أقامها المواطنون على أملاك الدولة (خارج منازلهم) في الوقت الذي هدد الكثير من المرشحين لانتخابات مجلس الأمة بأنهم سيتصدون لجرافات البلدية التي ستنطلق صباح اليوم (الأحد) لتطبيق القانون على الجميع.
وقال وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء فيصل الحجي «انه بناء على تعليمات رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد فإنّ القانون سيطبق في إزالة دواوين أبناء الأسرة الحاكمة أوّلا ثم الوزراء وبعد ذلك النواب السابقين والشخصيات الكبيرة» مضيفا أنّ «مسطرة القانون ستكون على الجميع ولن تستثني أحد».
وردا على سؤال بشأن تصدي المواطنين والنواب السابقين لفرق الإزالة، قال الوزير «القانون سبطبق وان فرق الإزالة ترافقها الشرطة للحماية والتصدّي على كلّ من يرفض تطبيق القانون»، مشيرا إلى أنّ «المواطنين سيرون كيف سنزيل مخالفات أبناء الأسرة إنْ وجدت، وسيتم عرضها في تلفزيون الكويت ونسمح لرجال الصحافة المحلية والعربية و الأجنبية بتغطية إزالة المخالفات».
وفي منطقة الجابرية، قال نجل أمير الكويت الراحل الشيخ فهد الشيخ جابر الأحمد الصباح «انني مع القانون وسأقوم بإزالة ديوانيتي قبل أنْ تصلها جرافات البلدية، خصوصا انني تلقيت اتصالا من فريق الإزالة بأنهم سيبدؤون بتطبيق القانون على أبناء الأسرة الحاكمة أولا».
وأضاف الشيخ فهد «سأقوم بنفسي بفك الديوانية ونقلها إلى داخل قسيمتي السكنية، فأنا احترم القانون وأنا أول من يريد أن يطبق عليه القانون».
من جهته، دعا رئيس لجنة إزالة التعديات عن أملاك الدولة ورئيس اللجنة الأمنية التابعة لمجلس الوزراء، الفريق متقاعد محمد البدر إلى بدء العمل في إزالة الدواوين المخالفة والمقامة على أملاك الدولة بعد أن انتهت المهلة المحددة أمس.
وقامت فرق لجان إزالة التعديات بالطلب من المواطنين الذين أقاموا دواوين مخالفة على أملاك الدولة إزالتها قبل اليوم (الأحد).
وشدد الفريق محمد البدر على ضرورة أنْ تتم إزالة جميع المخالفات بعدالة ومساواة بين جميع المناطق والمواطنين، ومساعدة المواطنين الذين يتجاوبون مع الإزالة. وأضاف «إن عدد فرق الإزالة تبلغ تسعة وهي جاهزة للقيام بعملها ، وانه تم اختيار أكبر 25 ديوانية مخالفة في كل محافظة باستثناء محافظة العاصمة التي تم حصر 75 ديوانية فيها وستقوم ثلاثة فرق بالعمل فيها، إذ سيتم البدء في إزالتها».
من جانب آخر، ناشد عضو المجلس البلدي والمرشح لخوض انتخابات مجلس الأمّة عسكر العنزي رئيس الوزراء الكويتي وقف قرار لجنة التعديات.
وقال العنزي «ان أهل الكويت لديهم الثقة بأن الشيخ ناصر المحمد يتفهم موضوع الديوانيات والخصوصية والأهمية التي تتمتع بها الديوانيات في المجتمع الكويتي»، متمنيا «أنْ تعيد الحكومة النظر في قرار إزالتها لاسيما في الوقت الحاضر الذي تعيش فيه الكويت مظاهر العرس الديمقراطي متمثلا في انتخابات مجلس الأمة».
وطالب مرشح الدائرة الخامسة فيصل بطي العجمي العقلاء من الحكومة بألا يكونوا ضد أبناء الشعب وأنْ يقفوا بجانبهم ورفع الظلم عنهم بشأن قرار إزالة «الدواوين»، مشيرا إلى أنّ القانون يجب أنْ يطبق على الجميع من دون تفرقة وأنّ مبدأ الانتقالية مرفوض.
وقال العجمي خلال ندوة أقامها أمس تحت عنوان «التعديات بين المواطن وأصحاب النفوذ» إن الحكومة وضعت نفسها في حرج كبير بقرارها القاضي بإزالة دواوين المواطنين، مطالبا أنْ يكون الجميع سواسية أمام القانون وأن يطبق قرار الإزالة على أصحاب النفوذ.
وأوضح العجمي أنّ هناك فندقا كبيرا أقيم في وسط البحر دون ترخيص ومع ذلك لم يزل الآن أصحابه من أصحاب النفوذ ولا يجرؤ أحد على التعدي على أملاكهم حتى ولو كانت الحكومة نفسها.
وأضاف العجمي «اننا لسنا في دولة قانون ومؤسسات بما أن سياسة الكيل بمكيالين، هي السائدة والدولة تطبق القانون على المواطن الضعيف وتترك الغني».
أما النائب السابق ومرشح الدائرة الخامسة سعدون حماد العتيبي فدعا إلى تأجيل قرار إزالة الدواوين إلى ما بعد الانتخابات، وقال «إنّ اتفاق أعضاء مجلس الأمّة قبل حله، كان تأجيل قرار إزالة الدواوين إلى حين بحثه تحت قبة البرلمان المنحل، وهو ما جعل نوابا، كنت واحدا منهم، يطرحون مقترحا بقانون، ينظمون فيه الترخيص للدواوين، لكن مرسوم حل المجلس حال من دون إتمام الموضوع».
وأضاف العتيبي «إنّ تأجيل إزالة الدواوين يمثل بادرة حسنة من الحكومة، تبعد أيام الانتخابات عن أيّ مصادمات ومشاحنات، حتما ستؤثر سلبا على أجوائها، وتبعد السلطة التنفيذية عن مواجهة مع المواطنين، يمكن أنْ ينتج عنها ما لا يُحمد عقباه».
العدد 2039 - السبت 05 أبريل 2008م الموافق 28 ربيع الاول 1429هـ
