قبل خمسة عشر عاما تقريبا (أي عندما كنا أطفالا أو مراهقين) كانت فرحتنا بالعيد الوطني الذي يصادف السادس عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول مختلفة عن فرحة أولادنا بالعيد الوطني هذه الأيام.
ففي السابق كانت مدارسنا، وقبل يوم من إجازة العيد، تعد برنامجا مليئا بالألعاب والرقصات والمسابقات والمأكولات احتفاء منها بهذا اليوم، وفيه تحضر الطالبات للمدرسة بأجمل فساتينهن (أي يكون هذا اليوم كيوم عيد الفطر أو الأضحى، لكن من دون عيدية)... وبعد انتهاء الدوام المدرسي وانتهاء الحفل نتسابق لبيوتنا لنجلس أمام شاشة التلفزيون لنتابع أغاني المدارس التي تقدم بهذه المناسبة وينقلها إلينا تلفزيون البحرين مسجلة، وذلك حتى نتابع فريق الموسيقى الخاص بمدرستنا، فإن كانت لكِ صديقة مشاركة أو أنت شخصيا كنت مشاركا كنت تفرح لرؤية صورتك على شاشة التلفزيون.
وفي فترة الظهيرة، فمن تسنح لهم الفرصة يذهبون أمام وزارة الإعلام في مدينة عيسى لرؤية الألوان المختلفة التي تزدان بها سيارات الكرنفال التابعة للمؤسسات والشركات في البحرين... كان الجميع يشاهد خروج موكب سيارات الكرنفال ملوحا بعلم البحرين، ومتمنيا ركوب إحداها أو الحصول على هدية من تلك السيارات التي كانت تحمل على متنها الهدايا لتوزيعها على المواطنين.
أما في المساء، وبعد صلاة المغرب مباشرة، تجد غالبية المواطنين ممن لم تسنح لهم الفرصة للذهاب لرؤية الألعاب النارية التي تزدان بها سماء قلعة الرفاع، على أسطح منازلهم يترقبون إطلاق الألعاب النارية.
تلك كانت حلاوة الاحتفال بالعيد الوطني، التي أعتقد أن طعهما كان رائعا ومختلفا عن طعم الفرحة التي يعيشها أطفال هذه الأيام، في ظل تقليص الاحتفالات، وعدم وجود كرنفال يجمع المواطنين جميعا في منطقة واحدة... فيا ليت الكرنفال يعود يوما، ليرى أطفالنا كم كان جميلا
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2293 - الإثنين 15 ديسمبر 2008م الموافق 16 ذي الحجة 1429هـ