العدد 2293 - الإثنين 15 ديسمبر 2008م الموافق 16 ذي الحجة 1429هـ

تجنيس «وا ويلاه»... وتزوير بعد!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

العداء يوسف سعد كامل الذي رفض الجنسية البحرينية بشكل مهين يتحمله اتحاد ألعاب القوى بجلبه للمجنسين من مختلف أصقاع العالم لتمثيل مملكة البحرين وتحقيق إنجازات معلبة وسريعة لا تمت للواقع الرياضي المحلي بأي صلة وخصوصا في الألعاب الفردية وألعاب القوى تحديدا.

وإذا كان رفض العداء للجنسية البحرينية واستعادته لجنسيته الكينية قد مثل الخبر الأكثر تداولا في الأسبوع الماضي، فإن ما كشفه هذا العداء أيضا عن عملية التزوير في عمره يكشف تماما العقلية التي تدير الرياضة البحرينية، كما أنه يؤكد تميز البحرين وتفردها في عملية تزوير الأعمار بشكل لا مثيل له!

فحكايتنا مع التزوير تبدو أنها ستتشعب وتتطور يوما بعد يوم في ظل فضيحة تزوير أعمار حكام كرة القدم التي لم يحرك الاتحاد ساكنا بشأنها حتى الآن وكأنها لا تعنيه من قريب أو بعيد.

التزوير في الرياضة البحرينية يسير على قدم وساق ومن دون أي ضابط، فمن تزوير أعمار اللاعبين في منتخبات الفئات العمرية إلى تزوير أعمار الحكام والآن تزوير أعمار العدائين المجنسين أصلا في إكمال لهذا الفصل الهزلي من قبل القائمين على الرياضة.

ما نفعله من عملية تزوير في الأعمار ليس لها أي علاقة بالشرف الرياضي، أو بالأخلاق الرياضية، كما أنها لا تمت للرياضة أصلا بأي صلة كونها تتناقض مع كل أهداف الرياضة ومراميها.

المسئولون الرياضيون في البحرين باتوا يتبعون سياسة «الغاية تبرر الوسيلة»، هذه السياسة التي لا يقبلها لا دين ولا منطق ولا عقل، لأنها سياسة تدمر أكثر مما تعمر، فلا يمكن من أجل تحقيق هدف آني أن ندمر أجيالا لاحقة من خلال استخدام وسائل غش وخداع نتفنن في استخدامها، وما يتحقق من إنجازات بهذه الطريقة هي إنجازات غير قانونية وغير أخلاقية أصلا.

ما حدث من فضيحة حديثا في التحكيم البحريني على المستوى الآسيوي هو غيض من فيض، وفي أي مكان آخر تحدث فيه مثل هذه الفضيحة تكون استقالة المسئولين هي أبسط الحلول الأدبية ولكن هنا كل شيء مختلف، فالجميع باق في موقعه بمنتهى الصلف!

فالتزوير في الأعمار هو أسهل ما قد يقوم به المسئولون الرياضيون، ومنذ فترات طويلة، وبأسلوب سهل تماما، وهو ما دأبت عليه الأندية البحرينية أيضا في الفئات العمرية، لأن الاتحادات المفترض أن تطبق القانون هي من تعتمد التزوير فما بالك بالأندية!

التجنيس الرياضي وصبرنا عليه، بعد تزوير، لا أعرف إلى أين تسير الرياضة البحرينية في ظل هذا الواقع المرير

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2293 - الإثنين 15 ديسمبر 2008م الموافق 16 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً