العدد 2293 - الإثنين 15 ديسمبر 2008م الموافق 16 ذي الحجة 1429هـ

بوش... آخرها حذاء!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ثماني سنوات عجاف، عاشها العالم في عهد الرئيس الأميركي جورج بوش، كان ختامها رمية حذاء!

لم يكن بوش رجل سياسة ولا مفكرا استراتيجيا، وإنّما جاءت به أسرته الثرية ليمثّل مصالحها ومصالح شركات النفط الكبرى. وسيظل العالم يذكر هذه الحقبة كواحدة من أسوأ حقب التاريخ، كانت الكلمة العليا فيها لعتاة المحافظين الجدد، من دعاة المشروع الامبراطوري الأميركي للقرن الجديد. حقبةٌ عاشها العالم تحت تهديد الحرب على الإرهاب، استغلالا لهجمات سبتمبر/ أيلول لإنزال العقاب الجماعي بالمنطقة، وإبقاء العالم الإسلامي تحت التهديد، وهو مكشوف الظهر، مفكّك الأوصال، متنافرا ومتفسخا من الداخل، بفعل العصبيات الطائفية والعرقية والقبلية... ليظل ينزف دما غزيرا من فلسطين ولبنان، إلى العراق وأفغانستان وباكستان.

ثمان سنوات، بكل توتراتها، وحروبها، ومذابحها، ولاجئيها، سيتم اختزالها في رمية حذاء، كما تم اختزال عشرين عاما من حرب فيتنام في لقطة إجلاء الهليكوبتر للجنود الأميركيين من على سقف سفارتهم في سايغون. لذلك لا تستغربوا إذا ما اختيرت رمية الحذاء العراقي بوجه بوش باعتبارها «لقطة العام».

ما حدث يوم الأحد الماضي لم يكن الرئيس بوش يتوقعه ولا أحدٌ من مرافقيه أو حراسه. فلم يتوقع أحدٌ أن يلجأ صحافي عراقي إلى هذا الأسلوب المهين للتعبير عن غضبه على بوش.

زيارة بوش الأخيرة كانت ستمر بهدوء لولا حادثة «الحذاء»، التي ستبقى لأيام قادمة عنصرا مثيرا للتعليقات، في منطقةٍ مقموعةٍ سياسيا ومنتهكةٍ عسكريا، لا تجد متنفسا لغضبها غير السخرية وإطلاق النكات. وأول ردود الفعل تجده عند الشعب الأكثر تعرضا للقمع والظلم: الفلسطينيون. فقد استهل الصحافيون يومهم أمس بتبادل الرسائل الهاتفية الساخرة، إحداها تتكلّم عن طلب بوش من (ابومازن) والصحافيين المرافقين «الحضور للبيت الأبيض بدون أحذية»، في زيارته المرتقبة يوم الجمعة. وأخرى تتحدّث عن مرسوم رئاسي يلزم الصحافيين خلع أحذيتهم قبل الدخول لتغطية اللقاءات الرسمية! ونكتة أخرى تلتقط مفرداتها من الواقع الفلسطيني البائس، فتتحدّث عن مداهمة «الأجهزة الأمنية مصانع الأحذية بالضفة الغربية بعد اكتشاف مخزن أحذية في نقابة الصحافيين»... ونقيب الصحافيين ينفي علاقته بالأحذية!

الموقف فيه من الدلالات السياسية بمقدار ما فيه من طرافة، كشف للعالم ما يتمتّع به بوش (62 عاما) من خفة حركة ومهارة في تجنب ضربات الأحذية! وبما أن المواقف الطريفة لا تفلها إلاّ مواقف مثلها، فقد لجأ بوش للتخلص من الحرج، بالقول أن الموقف لم يزعجه، ومن يريد معرفة معلومات إضافية فإن مقاس الحذاء هو 10، كما نقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)!

كان من الواضح أن بوش نجح في الإفلات بمهارةٍ من الرميتين، وحاول التظاهر بأنه لم يهتز، ربما لأنه لم يعِ ما يمثّله رمي الحذاء في وجه الآخر من احتقار في ثقافة العراقيين. مع أن الإعلام العالمي فهم الرسالة يوم سقوط بغداد، بمشاهدة لقطةٍ لعجوزٍ عراقي وهو ينهال بنعاله على صورة الرئيس المخلوع وهو في ذروة الانفعال.

المواقع العراقية، وفي السياق الساخر نفسه، رشّحت نوري المالكي كأفضل حارس مرمى! وفي أفغانستان تندّر الصحافيون من احتمال أن يُطلب منهم خلع أحذيتهم أثناء زيارة بوش... أما آخر الداخلين على الخط فكان المرجع الديني في لبنان (فضل الله)، الذي تنبأ للسياسة الأميركية العدائية بتلقي المزيد من الأحذية

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2293 - الإثنين 15 ديسمبر 2008م الموافق 16 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:39 ص

      aaa

      هو يكابر ما ابكاه انه ضرب بحذاء رائع من يد بطل العراق وانتهت حياته السياسية بهذه اللطمة التي افقدته صوابه ...حيث كان يعتقد أن تفرش له بسط من الزهور والورود ولكن العرب الأحرار من مقاومة العراق الباسلة لقنته درسا لن ولم ينساه ...والان هو في مزبلة التاريخ يتباكى أمام الكويتيين من اجل الحصول على نفطهم اولا ثم من الورطة التي أوقع فيها أمريكا في وحل أفغانستان والعراق وباكستان

اقرأ ايضاً