إن وطننا الغالي البحرين يعد جوهرة نفيسة، ولؤلؤة غالية، ترابه مسك، وهواؤه عليل، ومياهه شهد، وشمسه أنوار، وأشجاره قنوان دانية، وأزهاره مرجان، ونخيله أفنان وجنان، زواياه وأركانه منائر ومساجده كعقود اللؤلؤ المنثور، وأنوار النجوم لهداية المسافرين بشعبه الصادق الصدوق, القانع القنوع. ولو تطرقنا لقضية حب الوطن والانتماء والولاء للوطن, قد طرحت كثيرا ولكن تنمية المؤاخاة والإنسانية والرغبة في التغيير الاجتماعي والسياسي بطرق الإصلاح التربوية والتعاون والتضامن الاجتماعي ونبذ شعور الكراهية تحتاج إلى عمل بالدرجة الأولى من قبل المواطن تجاه وطنه, كما أن الوعي السياسي بالقضايا المحلية من أهم أولويات المواطن تجاه وطنه وعند الحديث عن الوطن فإننا نتحدث في الأساس عن وطن بمواطنيه... كل مواطنيه... وعن تحديات البناء والتنمية الملزم بتنفيذها كل مواطن حتى يتم تحقيق أكبر قدر من الاستقرار المعيشي والاجتماعي للجميع، وبما أننا جميعا شركاء في الوطن، فإننا جميعا ملزمون به وبتنفيذ المهام الملقاة على عاتقنا من أكبر مسئول في الدولة لأبسط مواطن، كلنا ملزمون بالعمل وبالواجبات كل في موقعه ومسئولياته مهما بلغت أهميتها أو سهلت.
والخلاصة تفيد أن علينا العمل بإخلاص وتفان وإدراك، حيث إن الأوضاع في الوطن لن تتحسن بصورة مطردة إلا بتضافر جهود كل المواطنين من دون استثناء والتزامهم بأقصى درجة المواطنة الصالحة. كما أن نتائج معرفة «علم» العمل ليست دائما تجريدية, بل هي مرتبطة بمعرفتنا وعملنا السياسي, وقربها أو بعدها عن الواقع وتأثيرها في نظر الآخر. وقد يكون علم العمل هو علم التجربة, أو بمعنى آخر هو علم النجاح في تنفيذ الأهداف والمهمات المطروحة مع الآخرين أو ضد إرادة الآخرين. وهذا يتطلب حكمة ومرونة تستند إلى معرفة في الواقع ومعرفة بشخصية الناس والمجتمع, ولهذا فإن النجاح مقرون بالعمل، حيث في كل عملية تاريخية كالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك من الضروري وجود منافسين, والمنافسون هم كالبحارة الذين يكونون بين الأفراد وبين الأهداف التي يحملوها, والمنافسون يمكن أن يكونوا أشخاصا أو مبادئ وقيم.
ومن الناحية المبدئية يمكن أن نلاحظ ونقرأ حقيقة «وجهة نظرنا» من «الحقيقة» التي يمثلها الآخرون, ويعطي فرصة لتقييم المواقف ووجهات النظر وممارسة النقد الذاتي واحتكار الحقيقة ولكن.
نحن في هذا الوطن الغالي لسنا مجتمعا ملائكيا أو مثاليا يخلو من الأخطاء إننا مجتمع بشري يعترينا ما يعتري البشر من نقص لأن الكمال صفة اختص بها رب العالمين لنفسه. ومن ثم فإيجابيات مجتمعنا ووطننا كثيرة جدا إذا ما قورنت ببعض السلبيات ومن هنا فإن المرحلة حاسمة والمتغيرات العالمية متعددة والأحداث الأخيرة تفرض على كل مواطن عاقل يفكر بعقل مستنير أن يكون مواطنا صالحا حقا بكل ما يعنيه ذلك المفهوم.
بكل أسى أقول إن هناك مواطنين غير مدركين ما نحن عليه، وهنا أؤكد بأنه ليس الكل فهناك مخلصون وهم كثر, ومن خلال هذا المنبر أدعو بمناسبة يومنا الوطني للتقارب والتماسك للمحبة والإخاء. ولنقم بدور تقريب وجهات النظر, لنحب بعضنا بعضا، فكلنا محب، وأدعو ليستمر هذا الحب, لنقترب من بعضنا فأنا محب ولدت في بلدي فأحببته حبا كبيرا وكل ما كبرت توسعت دائرة حبي له حتى خرجت إلى الوطن العربي فهل تقتربون مني، نجتمع سويّا تعالوا أنها دعوة من محب.
ولنترجم كلمة جلالة الملك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث شدد جلالته على أن الصحافة تقف اليوم مع السلطات الثلاث معا لحمل مسئولية العمل وأمانة الكلمة في سبيل تطوير واقعنا الوطني على جميع المستويات والمناحي.
وهنا أذكر أن هناك جمعيات تعنى بحقوق مختلفة, فهناك جمعية حقوق الإنسان وحقوق الحيوان (أعزكم الله), ولكن هناك شيئا أهم من كل هذه الحقوق لم يأت من يطالب بحقه, وهو حق كبير ومهم جدا, وقد ينضوي تحت هذا الحق جميع الحقوق الأخرى ذلك وهو الوطن.
فهل نحن فعلا في حاجة إلى إنشاء جمعية تعنى بحقوق الوطن؟
فلنحافظ على هذه الجوهرة النفيسة واللؤلؤة الغالية ولنحتفي بيومنا الوطني، متجردين من جميع المفاهيم، إلا مفهوم محبة الوطن.
وطننا النهار البحرين
إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"العدد 2293 - الإثنين 15 ديسمبر 2008م الموافق 16 ذي الحجة 1429هـ
البحرين
احب اقول لكل بحريني وغير بحريني
ترى كل بلد فخره و اعتزازة
احبكممممممممممممممم