تحتفل مملكة البحرين اليوم بالعيد الوطني السابع والثلاثين، واليوم الوطني يوم تعتمده الأمم للاحتفال بمناسبة قومية ذات أهمية خاصة، ولذا فإن هذا اليوم هو عطلة رسمية أيضا. والبلدان تختار أحد الأيام لاستذكار مناسبة ما، وفي البحرين فإن يوم السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأول كان اليوم الذي تسلم فيه المغفور له بإذن الله سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مقاليد الحكم في العام 1961 (يوم الجلوس)، وعندما استقلت البحرين عن بريطانيا في 14 أغسطس/ آب 1971 تم تأخير الاحتفال بالعيد الوطني ودمجه مع يوم الجلوس. وفي السنوات الأخيرة استقرت الفكرة حول دمج يوم جلوس جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع يوم العيد الوطني، وهو الأمر المعمول به بصورة رسمية حاليا.

وفي هذا العام نشهد مجموعة من النشاطات النوعية للاحتفال باليوم الوطني تضمنت برامج شبابية نظمتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وبرامج مسرحية وفنية وثقافية وعروضا موسيقية وحرفا تقليدية، وألعابا تراثية وشعبية وحملات تثقيفية. وتضمنت الاحتفالات «فنون الشعوب»، ينظمها «مسرح جلجامش»، وهي عبارة عن مهرجانات احتفالية توضح طقوس الزواج في عدد من الدول تصاحبها عروض مسرحية ومعارض فنية تهدف إلى تشجيع التبادل الثقافي بين المجتمعات... كما سيتم افتتاح مكتبة الشيخ عيسى الثقافية في 18 ديسمبر، والوزارات والمحافظات والهيئات تتسابق من كل جانب لتقديم البرامج المنوعة لتضيف بذلك نكهة خاصة بالمناسبة.

الموسم الاحتفالي الحالي يشهد أيضا مهرجانا ثقافيا ومعرضا للكتب المستخدمة ينظمه مجلس بلدي المحافظة الشمالية تحت شعار «الكتاب حق للجميع» لأكثر من أسبوع في نادي سار (بين 19 و 26 ديسمبر الجاري)، والمعرض سيحتوي على أكثر من 20 ألف كتاب، بحسب تصريح المجلس البلدي، وهذه ستباع بأسعار رمزية، وذلك بهدف إيصال الكتب العلمية والأدبية والفنية والقصصية والمنوعة باللغتين العربية والإنجليزية إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع، وستتخلل المعرض ندوات عن حضارة دلمون وآثارها المنتشرة في المحافظة الشمالية.

إن مثل هذه البرامج الاحتفالية مهمة بالنسبة إلينا في البحرين؛ لأننا بحاجة إلى تعزيز أطر الوحدة الوطنية والتآلف المجتمعي، كما اننا بحاجة إلى أن نفسح المجال لأنفسنا لنفكر في الوطن الذي نسعد بخدمته جميعا، ونحتاج إلى أن نتعرف أكثر إلى مد أيدينا لمساعدة بعضنا بعضا لحماية مكتسباتنا الوطنية المشتركة