العدد 2037 - الخميس 03 أبريل 2008م الموافق 26 ربيع الاول 1429هـ

داء صناعة الفن

سئمنا من كثرة تصريحات وتذمر الفنانين، مطربين كانوا أم ممثلين، من تهميشهم وعدم وجود «صناعة للفن» في مملكة البحرين. وعلى رغم اقتناعنا التام بهذا الأمر الذي لا يختلف عليه اثنان، فإنه بات من غير المجدي الحديث فيه لأن الوضع قائم شئنا أم أبينا، والفنان البحريني الذي يحقق الشهرة أو بعضا منها من المؤكد أنها بمجهود شخصي، ولاسيما إن خرج خارج حدود وطنه.

أصوات تستفزك لتستمع إلأيها وشخوص ذات «كاركتر» مميز لا تلقى طريقها إلى الشهرة، ولعلنا في البحرين بحاجة إلى برنامج يعرض المواهب ليتم تبنيها، التي لا يسعنا إلا الجزم بتميزها، كصوت الفنانة هند، وإحساس الفنان عادل، على سبيل المثل لا الحصر.

وعلى رغم غياب «صناعة الفن» في البحرين، فإن تلك الوجوه شقت طريقا لم يكن مرصعا بالورود، لتبصم هند بصمة واضحة ويرتبط اسمها باسم الأغنية الوطنية... بصمة لا تقل تأثيرا من بصمة الفنان عادل في الأغنية الرومانسية والحضور المميز.

ولعل مملكة البحرين ليست الوحيدة التي تعاني من داء «صناعة الفن»، بيد أن معظم فنانيها آثروا السكوت والعمل بصمت لتحقيق الشهرة من دون البحث عن الكتف التي يتكئون عليها، في الوقت الذي استوقفتني جرأة فناني إحدى الدول الخليجية في أحد المهرجانات الضخمة المدشنة في أرضهم، إذ لم يؤثروا الصمت كفنانينا وظلوا يصفقون للوطن والرومانسية والتراث بإحساس، غير آبهين بتلك العراقيل، ماضين في طريق وإن كانوا وحيدين... وإنما عمد أولئك الفنانين في تلك الدولة إلى إطلاق التصريحات «النارية والجريئة» ملوحين بتهميشهم الدائم على رغم أن أسماءهم مدرجة ضمن قافلة المشاركين في المهرجان، الأمر الذي وضع اللجنة المنظمة للمهرجان في حرج شديد.

وقد نختلف في أسلوب المطالبة بحقنا من هذا الوطن، إلا أننا نتفق على أن داء «صناعة الفن» في الخليج ليس له دواء في ظل المعطيات الحالية.

العدد 2037 - الخميس 03 أبريل 2008م الموافق 26 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً