قال مواطنون بحرينيون إنهم يُعانون من عدم الحصول على كميات من الرمال لبناء مساكن لأسرهم رغم الكميات الضخمة المتوافرة لدى الشركات حجزت كلّ كمياتها إلى عملائها الكبار.
وتحدث أصحاب شركات مقاولات عن صعوبة حصولهم على الرمال في الوقت الحاضر، مجددة الخوف من عدم توافر الرمال التي تعد عنصرا أساسيا في عملية الإنشاءات والتطوير التي تشهدها المملكة في ظل انتشار الكثير من المشروعات الضخمة.
ورفعت الشركات الموزعة أسعار الرمال بنسبة متفاوتة منذ بداية العام الجاري من 70 إلى 100 دينار، وبعض الموزعين رفعوا الأسعار إلى 140 دينارا لشحنة الرمال الواحدة، بينما يحصل عليها المقاولون الصغار والمواطنون بسعر 170 دينارا إذ يتم احتساب 30 دينارا كلفة الشحن.
وقال المواطن محمد المهنا الذي يقوم ببناء منزل لأسرته: «نجد صعوبة كبيرة للحصول على كمية من الرمال».
وأضاف «ننتظر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع للحصول على شحنة رمال واحدة، ناهيك عن ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية تثقل كاهل المواطنين العازمين على بناء منازل لأسرهم».
وأرجع السبب إلى إعطاء الكميات الموجودة إلى العملاء الكبار.
أما المواطن أحمد عبدالله الذي يمتلك شاحنة ويعمل في توصيل الرمال قال: «أنتظر لمدة أربعة أيام أمام الشركات الموزعة لأحصل على شحنة واحدة من الرمال لإيصالها إلى الزبائن»، مشيرا إلى أنّ جزءا كبيرا من الرمال يُباع في السوق السوداء والباقي للعملاء الكبار.
وأضاف «لديّ عشرات الزبائن، كشف إنجاز معاملاتهم إذ كانت المعاملة الواحدة تتطلب إيقاف الشاحنة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام أمام أبواب الشركات الموزعة».
وأوضح أنّ هناك كميات كبيرة موجودة لكن لا يحصل المواطن والمقاول الصغير إلا على فتات هذه الكميات التي تباع أغلبها في السوق السوداء.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمقاولات السرحاني، مكي السرحاني: «أنا أنتظر 10 أيام لكي أحصل على شحنة رمل واحدة.. أسعى بكلّ جهد من خلال التواصل مع المزودين للحصول على كمية تمكنني من مواصلة عملي والإيفاء بالتزاماتي تجاه زبائني».
وأضاف «مشكلة الرمال أزمة حقيقية ستقصم ظهور المقاولين الصغار إذ لم يتم حلها.. هناك صعوبة بالغة في الحصول على شحنة رمل»، مؤكدا تعطل مشروعات بناء منازل كثيرة للمواطنين ينفذها مقاولون صغار.
وذكر أن استمرار أعمالهم تتوقف على توافر كمية الرمال، إذ أنّ شحها يجبرهم على التوقف عند نفاذ الكمية التي بين حوزتهم، إلى حين حصولهم على كمية أخرى.
من جهته، قال صاحب مقاولات صدد حسين نعمة: «ارتفع سعر شحنة الرمال إلى 140 دينارا، وكلفة المواصلات 30 دينارا؛ ليصبح الموجوع 170 دينارا».
وأضاف «تعرضت إلى خسائر في أربعة مشروعات، بسبب ارتفاع الأسعار في مواد البناء وشح مادة الرمال». مبديا تخوفه من ارتفاع أسعار الرمال إلى مستويات أثرت على الكلفة الإنتاجية وانعكاسها على القدرة التنافسية، كذلك مساهمتها في نمو أسعار المواد التي تدخل في صناعتها كالطابوق والخرسانة والاسمنت والأسقف الجاهزة وغيرها.
وقال مسئول يعمل في إحدى شركات بيع الرمال رفض الكشف عن اسمه: لا توجد رمال للبيع ، مؤكدا أنّ المزودين أنفسهم لديهم شركات مقاولات كبيرة، وبالتالي يحصلون على الأولوية لكي لا تتوقف أعمالهم. كما أنهم يمنحون الزبائن الكبار أولوية.
وأضاف «سعر شحنة الرمل يتراوح بين 100و130 دينارا.. ولكن على رغم أنّ المقاولين يدفعون تقريبا ضعف السعر فإنهم لا يحصلون على ما يريدون نتيجة لحجز الكمية للعملاء الكبار».
من جهته قال المدير العام لمقاولات البداية إبراهيم طاهر: «بدأنا نتكبّد خسائر نتيجة شح الرمال بشكل مخيف يُهدد مستقبل شركات المقاولات الصغيرة».
وأضاف «أنّ الكثير من الأعمال لدى المقاولين الصغار توقفت نتيجة عدم حصولها على كميات كافية من الرمال».
وأوضح أنّ القدرة التوريدية لشركات الموردة للرمال لا تلبي حجم الطلب الموجود في المملكة نتيجة ظهور المشروعات العملاقة، وبالتالي تقوم الشركات الموردة بالاقتصار على تمويل المشروعات الكبيرة التي ترتبط معها بعقود. وأكد أن المقاولين الصغار يواجهون تحديات في ظل صعود الأسعار وشح المواد الأولية إلى جانب السجلات الوهمية واستقطاب العمالة الأجنبية. وقال علي يوسف أحد مقاولين البناء: «أعمالنا تتوقف في بعض الفترة لمدة أيام بسبب عدم وجود المواد الأولوية الداخلة في عملية الإنشاءات». وأضاف «المقاول الصغير هو الأكثر تضررا من شح الرمال، أما المقاولون الكبار فيشترون الكميات التي يحتاجون إليها مباشرة من المصنع عبر عقود تلزم المصنع بالتزامه بتوفير الكميات التي يحتاج إليها المقاول الكبير».
وأشار أنّ التاجر المزود يفضل بيع كمية كبيرة على جهة واحدة، بدل تجزئتها على عشرات الجهات التي لا تمثل نسبة أمام شركة مقاولات كبيرة».
وعن وجود سوق سوداء للرمال قال: «حتى لو دفعت ثلاثة أضعاف سعر الرمال، ودفعات رشى للموظفين فانك لن تحصل على ما تريد...حتى في السوق السوداء لا يستطيع صغار المقاولين الحصول على كمية صغيرة من الرمال».
العدد 2036 - الأربعاء 02 أبريل 2008م الموافق 25 ربيع الاول 1429هـ