«برافو» للاعبي منتخبنا الوطني لكرة القدم بعد المستوى الرائع الذي قدّموه أمام الكمبيوتر الياباني وحققوا من خلاله النقطة السادسة في مشوار التأهل إلى المرحلة الحاسمة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، لقد قدموا لنا المستوى الذي يطمح فيه كل مواطن يعيش على هذا التراب، ولكل من زحف نحو الملعب لتشجيع «الأحمر»، ولعله يذكرنا كثيرا بما قدمه هؤلاء اللاعبون ولا غيرهم في سنوات العز، إذ كان الفريق يتمتع بالعزيمة والإصرار الذي تعوّدنا عليها من اللاعب البحريني الأصيل.
هدف علاء حبيل أكد للجميع أنّ اللاعب البحريني متى ما أتيحت له الفرصة فإنه يصنع الكثير، وما تناغم وتجانس حبيل وإسماعيل عبداللطيف إلاّ دليل على الشعور الواحد اتجاه المنتخب وواجباته، نعم أكّد هذا الفوز أننا بحاجة فقط إلى دعم لاعبينا الأصليين من أجل أنْ يظهروا كل ما يملكون من إمكانات، وإعطائهم الثقة فقط من قبل المسئولين وتوفير كل ما يسمح لهم بتقديم الأفضل.
يجب على المسئولين الرياضيين في بلدنا أنْ يثقوا بشكل كبير في إمكانات لاعبينا، فالجميع يتذكّر كيف بدأ المنتخب بالسقوط عندما بدأ العبث والأمور الأخرى في المنتخب بعد إنجاز الصين 2004، وكيف عاد الفريق من جديد ومن بعيد بعد أن استعاد التنظيم والثقة، فشتان ما حصل بعد 2007 وما يحدث هذه الأيام.
طائرة النصر
من المسئول يا ترى عن المستوى الهزيل الذي قدّمته طائرة فريق النصر في البطولة الخليجية التي انتهت قبل أيام في البحرين، وجاء فيها ممثلنا ومستضيف البطولة رابع الترتيب العام بعد أن كان أحد أبرز المرشحين للفوز بالبطولة أو على أقل التقادير عدم التنازل عن المركز الثاني.
الحال الغريبة التي لعب بها لاعبو النصر في المباراة الأخيرة أمام القادسية الكويتي، جعل الجميع يمسك رأسه بيده وسط المستوى «الغريب» الذي لعب به لاعبو النصر، وكانوا فيه أشباحا ليس إلا، بل جعلوا الجميع يتحدّث عن قضية «مؤامرة» يحيكها فريقا القادسية مع النصر البحريني من أجل إسقاط النصر الإماراتي الذي كان الأقرب بكثير لتحقيق البطولة من البطل الحقيقي القادسية، جعل الجميع ممن تابع البطولة في حيرة من أمره في كيفية تفسير ما حدث.
نعم كان مستوى لاعبي الفريق النصراوي يعد «فضيحة» بمعنى الكلمة في المباراة الختامية، إذ إننا لم نشاهد لاعبا واحدا يمكننا أن نحمله الأمنيات بقلب المعطيات، إذ كان الجميع في حال سيئة جدا، بدءا بنجم الفريق صادق إبراهيم وانتهاء بمعده حسين متروك ولاعبه الحر قادر عبدالله، لكننا في الوقت ذاته نؤكّد أنه لا مؤامرة ولا تآمر قام به لاعبو النصر من أجل فوز القادسية على النصر الإماراتي، ونحن الذين نعرف الطينة التي تربى من خلالها هؤلاء اللاعبون وعدم تقبلهم للدخول في مثل هذه الأمور، على رغم أن كل ما حدث كان يوحي بوجود شيء ما، وأكبر مثال في هبوط المستويات يحدث عند أفضل الفرق ما حدث لفريق الريان القطري الذي كان يعد من أبرز المرشحين للبطولة إلى جانب الهلال السعودي الذي هو الآخر جاء ثالثا بخلاف التوقعات.
لكننا في المقابل نطالب الإدارة النصراوية بإيضاح الأمور أكثر فأكثر للرأي العام والجمهور البحريني خصوصا، ليس لتبرير المستوى الذي ظهر عليه الفريق في آخر مبارياته فقط والتي يمكن أن يكون أحد أسبابها عدم حصول الفريق على الدعم المطلوب من قبل كل الجهات سواء المؤسسة العامة للشباب والرياضة في توفير موازنة أكبر لشراء لاعب محترف، أو حتى الجهات الحكومية التي لم توفر الإجازات لبعض اللاعبين كما حدث مع علي حسن، وكذلك الأندية التي لم تقف إلى جانب الفريق بدعمها بأفضل اللاعبين وأقصد هنا بالتحديد نادي البسيتين الذي امتنع عن دعم النصر بلاعبه المحترف الكولومبي دييغو لأسباب واهية، بل للتأكيد للآخرين الذين شاركوا في هذه البطولة ومن تابعها عبر الدول الخليجية، أنّ اللاعب البحريني بعيد كل البعد عن الدخول في مؤامرات ضد الآخرين ونحن الذين نعد أكثر البلدان تضررا منها.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2035 - الثلثاء 01 أبريل 2008م الموافق 24 ربيع الاول 1429هـ