العدد 2035 - الثلثاء 01 أبريل 2008م الموافق 24 ربيع الاول 1429هـ

24 مليار دولار للحد من أزمة الغذاء

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في محاولة منها للسيطرة على الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، قررت الحكومة الهندية، بدءا من هذا الأسبوع، حظر تصدير الرز غير البسمتي. واتخذت الحكومة قرارها هذا، وهو واحد من سلسلة قرارات، بهدف السيطرة على التضخم. كما قررت أيضا رفع أسعار الرز البسمتي المعطر الى 1200 دولار للطن الواحد في محاولة لخفض الصادرات. وقد ينعكس القرار الهندي هذا على أسعار الرز في الأسواق العالمية، اذ تعتبر الهند ثالث أكبر مصدر للرز في العالم. وكانت الحكومة الهندية قررت رفع سعر الرز غير البسمتي المصدر من 650 الى 1000 دولار للطن خلال الشهر الماضي.

أزمة الغذاء المحدقة بالعالم ليس مصدرها الرز وحده، فهناك أزمة القمح أيضا الذي بلغت أسعاره، في العام الماضي، أرقاما قياسية نظرا إلى تضاؤل المعروض منه. لقد ارتفعت أسعار القمح في غرفة التجارة في شيكاغو في مارس/ آذار 2007 بأقصى نسبة مسموح بها (90 في المئة) ليبلغ 11,99 دولارا للمكيال، ويبلغ المكيال 32,5 لترا. وما فاقم من ارتفاع الأسعار ما يتم تداوله من تقارير عن حدوث قحط في شمالي الصين، الذي ينتج معظم محصول البلاد من القمح. هذا وأدت قسوة الطقس إلى تدمير المحاصيل في مناطق أخرى من العالم، ويتوقع أن ينخفض المخزون الأميركي من القمح إلى أدنى مستوى له خلال 60 عاما. وبالإضافة إلى تناقص العرض من محصول القمح فإن الزيادة في الطلب عليه أدت إلى ارتفاع أسعاره.

عموما يعيش العالم اليوم دورة أزمة غذائية جديدة، تعقب دورة الهبوط في الأسعار التي عرفناها في السبعينيات من القرن الماضي.

فبعد أن كانت الأسعار العالمية للأغذية هبطت إلى أدنى مستوياتها وتراجعت الأسعار بنسبة 75 في المئة بين العامين 1975 و 2005، جاعلة من التخمة والبدانة مشكلة توازي بأثرها مشاكل الجوع وسوء التغذية في العالم، شهد العام 2007، وبحسب الأمم المتحدة، ارتفاعا نسبته 37 في المئة على مجمل السلع الغذائية في العالم، كان سبقه ارتفاع بنسبة 14 في المئة خلال العام 2006.

العالم العربي لم يسلم من هذه الأزمة المحدقة، فقد حذر الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية أحمد جويلي في 25 يناير/ كانون الثاني 2008 «من تفاقم الأزمة الغذائية في العالم العربي. والفجوة الغذائية الموجودة لدى الدول العربية». وفي محاضرة ألقاها بالقاهرة كشف الجويلي «أن الفجوة الغذائية في العالم العربي بلغت 15 مليار دولار سنويّا، وأن حجم البطالة يتراوح بين 50 و60 مليون نسمة وأن نسبة 60 في المئة من تعداد هذه البطالة هم من الشباب، الأمر الذي يمثل قنبلة خطيرة لأنها تتزايد بنسبة 3 في المئة كل عام».

من المهم أن نعرف أن الدول العربية تستورد كميات هائلة من الغذاء، من الحبوب إلى اللحوم إلى البقول إلى الزيوت، كل أنواع الغذاء، في العامين 2004، 2005 بلغت 75 مليون طن.

بقي أن نعرف أن كميات الرز المطروح في الأسواق العالمية هي الأقل منذ 25 عاما. وأن منظمة الفاو تحتاج كي تبلغ هدفها بتقليص عدد الجائعين في العالم إلى 400 مليون شخص بحلول العام 2015، إلى 24 مليار دولار على شكل استثمارات في الزراعة والأرياف. وأنه منذ العام 1996، عندما حُدد عدد الجوعى في العالم لأول مرة، تقلص العدد من840 مليون إلى 815 مليون شخص. وإذا ما أريد بلوغ الهدف فإنه يجب تقليص عدد الجوعى بـ 22 مليون شخص كل عام.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2035 - الثلثاء 01 أبريل 2008م الموافق 24 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً