العدد 2035 - الثلثاء 01 أبريل 2008م الموافق 24 ربيع الاول 1429هـ

الحقيقة المغيبة 4

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

كثيرة هي الاحتجاجات والتعليقات التي تناولت الجملة الأخيرة من الحلقة الثانية في هذه السلسلة، والتي كانت تذهب إلى أن كلا من: حركة «حق» أولا، مركز البحرين لحقوق الإنسان ثانيا، والشخصيات المستقلة التي انضمت لهذه الفصيل خلف الستار أو أمامه ثالثا، استطاعوا جميعا، أن يفعلوا ما عجزت عنه الدولة في تقويض وإضعاف رمزية «الدراز» المتمثلة في الشيخ عيسى قاسم ككاريزما قيادية للمعارضة أولا، والمجلس العلمائي كمؤسسة مرجعية ثانيا، وصولا لضرب وتقويض وربما إنهاء شعار الشارع «معكم معكم يا علماء» الذي كان بالتأكيد أحد أهم المرتكزات التي تعتمد عليها أدبيات المعارضة في البحرين.

البعض خلُص من تلك الفكرة، إلى أنّها استهداف لحركة «حق»، أو أنّها ادعاء عليها. وعلى رغم أنّي أعتقد برجحان الفكرة أعلاه فإنّ ذلك لا يعني البتة أنْ أعتقد بأنّ هذا التضعيف أو التهوين كان متعمَّدا أو مخطَّطا له من الثلاثي إيّاه، بل إنه - هذا الضعف - لا يمكن أن يكون مرتبطا بهذا السبب فقط. فثمة حقائق أخرى ومسبّبات أكثر قسوة لا يبدو الشارع مستعدّا لسماعها أو حتى مراجعتها بهدوء من دون أن تكون حقيبة التخوين جاهزة في توزيع هداياها المجانية.

إن المتتبع للمسرح السياسي في البحرين خلال العامين الماضيين لا بد وأن يلاحظ بوضوح الكثير من الخسارات التي تعرّضت لها صفوف المعارضة، بعض هذه الخسارات كان نتيجة أخطاء كان بالإمكان تلافيها، أقلُّ هذه الأخطاء هي مساهمة «الوفاق» في طأفنة العملية السياسية في المجلس النيابي عبر إصرارها على أن تكون حصة المعارضة داخل المجلس وفاقية شيعية صرفة. وهو ما أدى إلى إخراج حلفائها خارج المسرح السياسي بأكمله.

أثقل هذه الخسارات وأوجعها كان انشقاق حركة «حق»، وهو ما اعتبره مشيمع في البدء اختلافا في وجهات النظر أو آليات العمل إلا أن الأيام أثبتت بالفعل أنّ هذا الاختلاف قصم ظهر المعارضة من جهة، وجعل التنكيل بها وقهرها أسهل مما كانت عليه الحال قبل ذلك. لم تستطع حركة «حق» أنْ تجعل من المعارضة أقوى، لكنها بالتأكيد استطاعت أنْ تضعف «الوفاق» وقبل ذلك أنْ تجعل من المرجعيات الوفاقية في موقف محرج أكثر من مرّة.

إذا كانت حركة «حق» ليست المسئول عن انفلات الشارع؟، وإذا كانت «الوفاق» والمجلس العلمائي من روائها والشيخ عيسى قاسم شخصيا ليسوا مسئولين عنه، فإن النتيجة أنه انفلات لا أب له وهذا ضحك على ذقون الناس قبل أن يكون ضحكا على ذقن الدولة. وهو ما يجعلنا في المحصّلة، نؤكد أنّ كسر كلمة «الوفاق» والمجلس العلمائي والشيخ عيسى قاسم هو محسوب لأجندة «حق»، سواء أكانت «حق» تدرك/ تريد/ تعمل على ذلك أم لا. لا فرق.

ليس الناشط السياسي حسن مشيمع وحده المسئول عن كل هذه الخسارات، فرصيد الطرف الآخر من الأخطاء لا يقل فظاعة. ولنا تتمة

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2035 - الثلثاء 01 أبريل 2008م الموافق 24 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً