«البويات»، ذلك الهمّ الذي تعاني منه بعض الأسر البحرينية والتي لا ترى من يمدّ لها يد المساعدة والعون؛ فكثيرٌ من الأسر تعالج مشكلة ابنتها «البوية» بطرق مختلفة، فمنهم من ينصح ومنهم من يضرب ومنهم من يواري ولا يتكلّم، نجد الكثير من الأمهات تتساءل ماذا أعمل مع ابنتي؟ وما الذي يجب أن أؤديه في البيت؟ وما مصير ابنتي في مدرستها؟ أسئلة تطرحها الأمهات وأنا أطرحها على السادة النواب حتى يحاولوا علاج «البويات» ووقاية الجيل القادم من خلال تساؤلاتهم للجهات المعنية وأولاهم وزارة التربية والتعليم، حتى يتمّ طرح قوانين تساعد الحكومة في علاج الظاهرة.
لقد وردت إلى بريدي الالكتروني، وعلى موقع صحيفة «الوسط» الكثير من التعليقات، وهي عن انتشار «البويات» في المدارس. وحيث إنه تمّت مناقشة الظاهرة بمجلس النواب من قبل النائب عبدالله الدوسري، وتساؤلاته عن الآلية التي قامت بها وزارة التربية والتعليم في علاج هذه الظاهرة، فإننا نتمنّى تكثيف الجهود ليس لعلاج الظاهرة فحسب بل لمساعدة أهالي «البويات» من خلال الجلسات الإرشادية في حال وجودها في المدارس، ووضع الآلية المناسبة للتعامل مع «البوية». وحبّذا لو بدأت وزارة التربية والتعليم بنشر كتيبات توعِّي الطالبات بضرر «التشبّه» على المجتمع. ولقد أثبتت الدراسات أنّ المشكلة الأساسية المرافقة في التعليم كونه ليس موجّها إلى تعزيز تفوّق الإنسان الدارس لأنه يهدف إلى تقوية الانسجام الاجتماعي والثقافي.
من هنا نحن لا نغذّي الطالب بمهارات التعليم فقط، بل يجب أن نغذيه بالمهارات الحياتية الصحيحة التي يستطيع من خلالها مواجهة أمور حياته، وحتى تكتمل الرؤية لا بد لنا من توجيهه بالابتعاد عن بعض السلوكات المنافية للطبيعة السوية، وإن كانت هناك سلوكات خاطئة؛ فعلى الجهات المعنيّة أن تتدخل في رسم خطط تساعد في علاج «البوية». إن اكتشاف السلوكات الخاطئة في المدارس ليس حلا بل الحلُّ في البتّ بعلاجها واستمرارية الوقاية منها.
على مجلس النواب التطرُّق إلى تفعيل آليات للحلول مع الجهات المختصّة من أجل نشر ثقافة جديدة للمجتمع البحريني، تساعد على وجود معلومات عن هذه الظاهرة وأضرارها على المجتمع مثلما قمنا بالتصدّي لظاهرة عبدة الشيطان من خلال الكتيبات التثقيفية والتلفاز والمحاضرات الدينية في المدارس.
نحن وعلى نحو واضح نثير تساؤلات أو نناقش قضية ساخنة، نريد بها مساعدة أهالي الطالبات «البويات» وليس «البويات» فقط، وكلنا نحتاج في وقت ما إلى من يقف معنا ويؤازرنا ويأخذ بيدنا، فابنتُنا «البوية» محتاجة من مجلس النواب إلى طرح مشروع إنشاء مكاتب خاصّة داخل المدارس للاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين تُحصر من خلالها أعداد «البويات» وآليات علاجهم نفسيّا واجتماعيّا، ووقاية الأجيال القادمة من خلال المطويات والمحاضرات التوعوية والبرامج الإرشادية.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2035 - الثلثاء 01 أبريل 2008م الموافق 24 ربيع الاول 1429هـ