وزير الدولة للشئون الخارجية البريطاني كيم هاولز بشحمه ولحمه جاء موفدا من حكومته خصيصا فقط ليوقد خمس عشرة شمعة بعدد الضحايا البريطانيين الذين نكبوا في حادث غرق بانوش الدانة في البحرين قبل عامين.
إذا كان كل هذا الاهتمام البريطاني من أجل تأبين أموات قضوا قبل عامين، فلا أعرف ماذا كانت ستفعل الحكومة البريطانية لو كان هؤلاء الخمسة عشر أحياء محتجزين هنا، ومن سترسل من مسئوليها لمتابعة شئونهم؟!
شعور سيئ أن تشعر بأنك أقل شأنا من غيرك في الإنسانية، وشعور أسوأ أن يلقى الأموات من الرعاية والدفء والاهتمام ما لا يلقاه الأحياء، حتى أنك تفضل أحيانا أن تكون ميتا غربيا، على أن تكون حيا عربيا!
في الوقت الذي ترسل فيه بريطانيا العظمى وزيرا معنيا بالشئون الخارجية ليؤبن أمواتا قضوا في بلد بعيد جدا عن وطنهم، يستكثر المسئولون في الجهات المعنية في البحرين على ثمانية مواطنين محتجزين في أقرب بلد إلى البحرين إرسال ولو موظف صغير فقط للاطمئنان عليهم ومعرفة أسباب توقيفهم، وقد مضى على احتجازهم أكثر من شهر وليس في الأفق ما يبشر بأدنى اهتمام.
حتى نبأ احتجازهم عرفه الأهالي من خلال مساعيهم الفردية، إذ كانت الجهات المعنية ملتزمة الصمت لمدة أربعة أيام وهي تسمع باختفاء ثمانية من المواطنين، ولما تفشى نبأ الاحتجاز تصدقت عليهم بسطور ثلاثة فقط تؤكد فيها نبأ الاحتجاز لتعود إلى صمتها السابق.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2034 - الإثنين 31 مارس 2008م الموافق 23 ربيع الاول 1429هـ