احتضنت الدوحة على مدى 3 أيام (29 إلى 31 مارس/آذار 2008) المؤتمر والمعرض الدولي عن مجمعات المعرفة. ويعتبر هذا المؤتمر ثمرة تعاون مشترك بين كل من مؤسسة قطر، والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومنظمة اليونيسكو.
وفي خطابه الافتتاحي، صرح نائب الرئيس المشارك للتعليم العالي لدى مؤسسة «قطر» أحمد حسنة عن طموحاته في أن تتحول قطر إلى مصدرة للمعرفة كما هي الآن دولة مصدرة للغاز الطبيعي. وتابع التشديد في حديثه على الكيفية التي قامت من خلالها مؤسسات مثل واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر بتسويق الأبحاث والتطورات الجارية في البلاد، في إطار شراكة مع القطاع الخاص، وقال: «من الطبيعي أن يكون أملنا الأكبر هو أن يكون اقتصادنا الجديد راسخ الجذور قبل أن تتهاوى الإيرادات من الغاز الطبيعي».
في اليوم الثاني من هذه الفعالية، فاجأت قطر المشاركين فيها بما أطلقت عليه «مسابقة طلابية عن الرؤية المستقبلية لمجمعات المعرفة» والهادفة أساسا إلى تشجيع الشباب المحلي على الاضطلاع بدور أساسي في عملية بناء مجتمع المعرفة. وتعتبر هذه المسابقة فرصة للشباب القطري لبناء شراكات مع رجال الأعمال القادمين من جميع أنحاء العالم والتعاون مع أقرانهم لترجمة جميع الأفكار إلى تطبيقات واقعية. وقد شارك في المسابقة طلاب من كلية شمال الأطلنطي والجامعة الهولندية وجامعة قطر وانضمت إليهم مجموعة من الشباب القطريين المشاركين حاليّا في مشاريع خاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والشركات الاستثمارية في جميع أنحاء العالم. وقام باختيارهم للمشاركة في المؤتمر كبار المشاركين في مؤتمر مجمعات المعرفة، مثل مايكروسوفت، واتحاد الفرص الرقمية، وبرنامج المعرفة من أجل التنمية (البنك الدولي) وشراكة المعرفة العالمية.
مقارنة بالإمكانات: السكان والموارد البشرية، المالية ... إلخ، بوسعنا القول إن الحضور البحريني، كان نوعيّا وملحوظا. الخانة الأولى التي احتلتها المشاركة البحرينية، كان إعلان وزير التربية والتعليم البحريني ماجد النعيمي إنشاء «مركز إقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال» بالمنامة. وقد عرضت البحرين في جناح خاص بها معلومات غنية عن المركز وأهدافه، والغايات التي يطمح إلى الوصول إليها. وعن هذا الموضوع قالت مديرة إدارة التخطيط والمشاريع بوزارة التربية لطيفة البونوظة إن المركز يهدف فيما يهدف إليه إلى «تعميق أواصر العلاقة البناءة بين أعمدة مجتمع المعرفة الثلاثة التي هي المؤسسات التعليمية، والقطاع الصناعي، والمؤسسات المستثمرة في ميادين المعرفة والتقنيات بحقولها المختلفة والمتكاملة».
وعن هذا المركز، قال النعيمي في مقابلة له مع صحيفة «الوطن» القطرية إن من أهداف المركز «تنمية المنطقة العربية بتسخير طاقات تكنولوجيا المعلومات والاتصال لاستنهاض القدرات في مجال تبادل المعارف واكتسابها من خلال إنشاء مركز معرفي لخدمة الدول الست في مجلس التعاون الخليجي واليمن...(بالإضافة إلى) إعداد الخطط والسياسات والممارسات الإستراتيجية من خلال تشبيك المهنيين على الصعيد الإقليمي بما في ذلك تنظيم الاجتماعات المباشرة وإنشاء ممارسين افتراضيين في مجال اختصاص المركز».
الخانة البحرينية الثانية كانت من نصيب الجامعة العربية المفتوحة – فرع البحرين، وبعد ان نجح سمير فخر في التحليق بمن حضر من خلال عرضه الشيق في سماوات التعليم الإلكتروني، هبط بهم إلى أرض الواقع إذ أوضح للحاضرين كيف نجحت الجامعة في المزاوجة «بين أساليب وطرق التعليم التقليدية والإلكترونية من دون الوقوع في شراك عبودية التكنولوجيا، بل إخضاعها لتحقيق أهداف الجامعة في توفير فرص التعليم لأوسع قطاع ممكن».
ثم استطرد فخرو في حديثه كي يسلط المزيد من الأضوء على تجربة الجامعة في بناء فريق محلي يقوم «بإنتاج أهم مكون في أي برنامج للتعليم الإلكتروني الذي هو المحتوى، إذ نجح أعضاء الفريق الذي بنته الجامعة من كوادر بحرينية في بناء منصة إلكترونية متطورة تؤمن الخدمات والمحتوى لكل من المدرس (المرسل في العملية التعليمية) أوالطالب ( المتلقي في العملية ذاتها).
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2034 - الإثنين 31 مارس 2008م الموافق 23 ربيع الاول 1429هـ