جميع مَنْ يقرأ المقال لابدّ أنّ العنوان هو من لفت انتباهه إليه، لكن أنت لم تلاحظ التاريخ أعلى الصفحة فاليوم هو 1 ابريل/نيسان؛ أي هو موعد (كذبة إبريل) وزواج الفنانة زينب العسكري واعتزالها ما هو إلاّ كذبة أحببت أنْ أبدأ بها هذا المقال، على اعتبار أنّ العسكري هي أكثر الفنانات البحرينيات عرضة لمثل هذه الشائعات والتي يعلّق عليها في الختام بأنها كذبة أبريل.

فقبل عام أو أكثر شاهدنا إحدى المجلات العربية تنشر صورا مع خبر لزواج الفنانة زينب العسكري من الفنان راشد الماجد هذا الخبر شمل على كل تفاصيل ذلك الزواج، من مكان الحفل وفستان العروس وقيمة المهر وشهر العسل وأين سيسكن العريس وعروسه... الخ، الكثير منكم تابع الزواج المفبرك للفنان راشد الماجد والممثلة زينب العسكري الذي تم نسج خيوطه وحياكته طمعا في التكسب المادي والإثارة.

الغراميات والزواج السري والعرفي والوفيات والقتل والاعتزالات والخلافات ومشكلات لاتعد ولا تحصى... هذا هو ملخص ما يمكن أنْ يتعرّض له الفنانون في مثل هذا اليوم من شائعات... لكن ترى لماذا هم أكثر عرضه لمثل هذه الشائعات والأكاذيب؟!

سؤال قد يجب البعض عنه بالقول: «الفنانون والفنانات هم من جعلوا حياتهم كتابا مفتوحا للجميع...»، أو قد يقول آخر «هم مَنْ يأتون بالكلام على أنفسهم بحكم ما يقدمونه من أدوار وبحكم ما يظهرون به من ملابس»... بالنسبة لي شخصيا لا أحب الأخذ بهذا الرأي أو ذلك، فإن لا أقيم الناس من هذا المنطلق. كما أنّ الفنان أو الفنانة هم في النهاية أناس يحبون أنْ يعاملهم الناس بمثل ما يعاملوا هم الناس. ولا أعرف لماذا يتهاون ولا يكترث بعض الصحافيين بمشاعر الفنانين ويتساهلون كثيرا بتلفيق الإشاعات وفبركة الأخبار حولهم وكأنّ هؤلاء الفنانين ليسوا بشرا مثلهم مثلنا وليس لديهم عوائل تتأثر بما تقرأه عنهم وتتأذى من الافتراءات التي تلصق بهم.

كذبة إبريل هي افتراء أو مقلب يقوم به بعض العامّة من الناس في أوّل الشهر، ويصنّف من يخوض في الكذبة بأنها بابٌ من أبواب اللهو والدعابة، وقد يستحسن هذا السلوك بعض الذين لا يرون في هذا النوع من اللهو ما يرفعه إلى أنْ يكون من الكذب المنهي عنه في الشريعة الإسلامية، بل يطلق على هذا النوع من الكذب والمقالب بأنه من الكذب الأبيض، على رغم أن الكذب هو كذب مهما يكن لونه ورائحته وطعمه.