حمل فوز منتخبنا الوطني لكرة القدم على نظيره الياباني بهدف في الخطوة الثانية من مشوار التأهل إلى مونديال 2010 أكثر من معنى في حسابات الكرة البحرينية وخصوصا أنه الأول على نظيره اليابان في خامس مواجهة بينهما، بالإضافة إلى أن هذا الفوز على أحد عمالقة الكرة الآسيوية أعطى ثقة لمنتخبنا في قدرته على مقارعة وهزيمة كبار آسيا بعدما سبق له الفوز على السعودية وإيران وكوريا الجنوبية.
كما أن الفوز البحريني بإدخال «فيروس حبيل» داخل الكمبيوتر الياباني بات لافتا في ظل الفوارق والإمكانات الكبيرة ماديا واحترافيا وتطورا بين البلدين، ويثبت مقولة أن العطاء داخل الملعب والإصرار والروح عوامل حاسمة حتى في المواجهات الصعبة وغير المتكافئة.
لكن يبقى الأهم هو مدى قدرتنا على استثمار فوزنا على اليابان بصورة ايجابية تعطي منتخبنا قوة دفع في مشواره المقبل للوصول إلى التصفيات النهائية بدلا من الوقوع في «مصيدة النشوة اليابانية» وتنسينا مواجهاتنا أمام تايلند مرتين ذهابا وإيابا ثم أمام عمان إيابا قبل مواجهتنا الأخيرة أمام اليابان في طوكيو وذلك في يونيو/ حزيران المقبل.
ولعل التجارب السابقة لمنتخبنا في البطولات والتصفيات تفرض علينا قراءة أوراق وظروف كل مباراة على حدة بدلا من الانجراف العاطفي عند الفوز أو السقوط في دوامة الاتهامات عند الخسارة.
أقول ذلك وأنا استذكر ما حدث لمنتخبنا بعد نشوة الفوز على العراق 2/صفر والسقوط بعدها أمام تايلند في البحرين في تصفيات مونديال 2002، وكذلك بعد نشوة التعادل الايجابي مع ترينيداد ذهابا ثم السقوط إيابا في البحرين في تصفيات مونديال 2006، وأيضا السقوط الذريع لمنتخبنا أمام السعودية صفر/4 بعد 3 أيام من الفوز على كوريا الجنوبية في كأس أمم آسيا 2007.
يفترض أن نكون استفدنا من تجاربنا السابقة سواء كمسئولين أو قائمين على المنتخب وكذلك كإعلام، وبالتالي نتعامل مع حالات الفوز أو حتى الخسارة - لا قدر الله - برؤية مختلفة ومنطقية وواقعية، وذلك يدفعنا للتأكيد بمطالبة سابقة بضرورة التواصل بين المسئولين عن المنتخب مع الإعلام المحلي من صحافة وتلفزيون وإذاعة من أجل رسم وتحديد استراتيجية يسير وفقها المنتخب خلال مشوار التصفيات المونديالية وتحدد أطر التعامل مع كل مباراة للمنتخب مهما كانت نتيجتها، وهي الملاحظة التي نقلتها إلى رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد عبر البرنامج المباشر الذي عرضته القناة الرياضية عشية مباراة منتخبنا واليابان.
لقد كسب منتخبنا جولتين أمام عمان واليابان والمكسب الحقيقي منهما ليست النقاط الست فحسب بل عودة الروح إلى المنتخب والثقة إلى الجماهير بعدما تسرب الينا هاجس القلق من عودة الفجوة مجددا بين المنتخب وجماهيره لما كانت عليه قبل تطور المنتخب العام 2000، لكن يجب أن ندرك أن معركة تحقيق الحلم المونديالي ستكون حافلة بالجولات سواء في تصفيات الدور الثالث أو التصفيات النهائية... وبالتوفيق.
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2032 - السبت 29 مارس 2008م الموافق 21 ربيع الاول 1429هـ