(باثرست تشتعل)، (الصخير تشتعل)، (البحرين تشتعل)، بدأت بهذه الكلمات لأنها كانت عنوانا لأعمدة سابقة كتبتها في مناسبات مماثلة، فالأول كتبته يوم الجمعة الموافق 6 من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي عندما كنت موجودا في مقاطعة باثرست الأسترالية لتغطية حوادث الجولة العاشرة من بطولة الفي ايت الأسترالية برفقة الوفد الإعلامي المبتعث من حلبة البحرين الدولية، وجاء اختياري لهذا العنوان بعدما شاهدته من استعدادات كبيرة وكأن المدينة تشتعل وكل من فيها لا يتحدث إلا عن السباق، والإعلانات التي ملأت الشوارع والأسواق والبيوت، وأذهلت مما رأيت من شعبية ضخمة جدا لهذا السباق في مقاطعة صغيرة.

الثاني كان عنوانا لعمود كتبته في حلبة البحرين خلال منافسات الجولة الثانية من البطولة الأسترالية في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، فقد أشعلت سيارات الفي ايت الأسترالية حلبة البحرين بالإثارة والمتعة والتشويق الذي قدمته للجمهور الغفير الذي تابع السباق. الأخير لم أحصره على الحلبة فقط، وجاء اختياري له لما شاهدته من استعدادات كبيرة من قبل مملكة البحرين لاستقبال ضيوف الفورمولا 1 للسنة الخامسة على التوالي، وخصوصا هذه الأيام التي بدأ الناس لا يتحدثون فيها الا عن التوقعات والترشيحات وحضور السباق، إضافة إلى الإعلانات المنتشرة في مختلف الأماكن والمسابقات التي تعرضها مختلف الجهات كوسائل صحافة وإعلام ما يساهم في تشجيع البحرينيين على حضور السباق وما يصاحبه من فعاليات.

الأسبوع الماضي اكتسبت إحدى التجارب الرائعة في حياتي المهنية التي استفدت منها الكثير عندما رافقت وفد حلبة البحرين الدولية إلى محطته الترويجية الأخيرة بمجمع الظهران لافتتاح أول مركز مبيعات في المملكة العربية السعودية وإقامة المؤتمر الصحافي للإعلان عن السباق وتفاصيله، عشت يوما تعرفت فيه على انطباعات الإعلام السعودي ومدى وعيه برياضة السيارات وكيف كان لحلبتنا تأثير على جميع دول المنطقة في نشر ثقافة هذه الرياضة.

كما أنني تعرفت على انطباعات مختلف أطياف الجمهور وما يهمسون به بين أنفسهم عن السباق وحضوره، ووجدت أن لحلبة البحرين جذورا في جميع الدول من خلالها تغذي الجميع بثقافة رياضة السيارات، وأن مثل هذه المؤتمرات مهمة لجذب عدد كبير من الجمهور وخصوصا أن منطقة الظهران قريبة جدا وتوجد في المنطقة الشرقية شريحة كبيرة من محبي لسباقات الفورمولا 1.

وما لفت انتباهي هو العمل المحترف الذي تقوم به الكوادر الوطنية الشابة من عرض لبرنامج أيام السباق والإجابة وشد أذهان الحضور، الأمر الذي جعل عدد من الحضور يشيدون بالعمل المحترف لقسم العلاقات العامة بالحلبة في تنظيم وإقامة مختلف المؤتمرات الصحافية والفعاليات ما يجعلهم يلبون أية دعوة من قبلهم، ومن خلال لقاءاتي بعدد من الإعلاميين السعوديين وعدد من الجماهير تأكد لي أن رياضة السيارات في منطقة الشرق الأوسط أصبحت من الرياضات التي يحرص عدد كبير على متابعتها وأكدوا أن الفضل يعود للبحرين في ذلك التي بدأت هذا المشروع الناجح الذي من خلاله شُيدت عدد من الحلبات في المنطقة وأخرى في الطريق.

واليوم أصبحنا على بعد أيام قليلة جدا لانطلاق السباق الخامس على التوالي، وكما دعم الجمهور المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بحضوره المكثف للمدرجات باستاد البحرين الوطني، أتمنى أن يملأ الجمهور مدرجات الصخير، لأن وجودهم يشرف البحرين ويؤكد للعالم أن البحرينيين يقفون مع بلدهم في مختلف الظروف.