العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ

«تاتا» الهندية تغزو الأسواق العالمية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تناقلت وكالات الأنباء خبر شراء مجموعة شركات «تاتا موتورز» - كبرى شركات إنتاج السيارات في الهند - شركتي «جاغوار» و «لاند روفر» البريطانيتين مقابل 2.3 مليار دولار، وهو مبلغ يقل بنحو النصف عن المبلغ الذي دفعته شركة فورد موتورز الأميركية للصفقة ذاتها، إذ كانت «فورد» قد اشترت «جاغوار» مقابل 2.5 مليار دولار في العام 1989، على حين اشترت «لاند روفر» مقابل 2.7 مليار دولار في العام 2000، ولكنها تعرضت لمصاعب كبيرة لاحقا، وبدأت تبحث عن سبل للتركيز على منتجاتها الأساسية.

يذكر أن شركة «تاتا» تنافست مع ثلاث شركات للحصول على هذه الصفقة، من بينهما شركة هندية أخرى هي «ماهيندرا آند ماهيندرا ليميتد»، بالإضافة إلى شركة استثمار أميركية خاصة هي «وان إيكويتي بارتنرز».

وجاء في بيان المجموعة الهندية: «إن الاتفاق النهائي» الذي ابرم بين «تاتا موتورز» و «فورد» «لشراء (جاغوار) و(لاند روفر) يشمل شراء الماركتين والمصانع وحقوق الملكية الفكرية».

وفيما يبدو أن عملية الشراء هذه - التي استغرقت ما يربو على العام - هي جزء من مخطط شركة تاتا لغزو الأسواق العالمية من خلال التوسع في أربع اتجاهات:

الأول، الاستحواذ على «Acquire» ماركات عالمية لها حصة مجزية في السوق، ولكن الشركات التي تنتجها نظرا لسلم أولوياتها، أو لصعوبات مالية تعاني منها غير قادرة على الاستفادة من تلك الحصة، كما هي الحالة مع شركة فورد الأميركية، التي عانت من خسائر متتالية في العامين الماضيين بلغت 12.6 في العام 2006، و2.7 في العام 2007.

الثاني، بناء مصانع في دول نامية تم اختيارها بعناية، توفر كلفة أدنى من الهند، كما هو الحال مع المصنع الذي تزمع إنشاءه قريبا في منطقة غرب البنغال، والذي سيتم تخصيصه لإنتاج سيارة عائلية جديدة، لن تزيد على 2000 دولار. إذ لن تبلغ - وفقا لأقوال رئيس المجموعة راتان تاتا - أكثر من 10 ملايين روبية، أي ما يعادل 220 مليون دولار.

الثالث، تصنيع سيارات ذات كلفة تشغيلية منخفضة، وهو ما أكدته «تاتا» عندما أعلنت عزمها تصنيع سيارة تعمل فقط بالهواء المضغوط. وأطلقت الشركة على الطراز الجديد اسم «سيارة الهواء» (Air Car)، وتقوم الفكرة الأساسية وراء تصنيعها على عدم إنفاق أكثر من دولار في كل 100 كيلومتر. وتأمل الشركة إنتاج 6000 سيارة كل عام في مرحلة أولى انطلاقا من العام 2008، على أنّه سيتمّ توزيع الكميات على الكثير من الدول منها دول أوروبية وأخرى أفريقية.

الرابع، التيقن من استملاك الملكية الفكرية لمنتجاتها، إذ تدرك «تاتا» أن الرأس مال الفكري سيحظى بحصة الأسد، ومن ثم سيشكل النسبة الأكبر عند تقويم موجودات أية مؤسسة تتعامل في الأسواق العالمية، وخصوصا تلك المتجهة نحو الاقتصاد الرقمي، بما فيها الأسواق الناشئة مثل الهند والصين والبرازيل، حتى روسيا.

ويعود نجاح «تاتا» - كما يعتقد بعض الاقتصاديين - إلى أخذها في التخطيط لسياساتها الاستراتيجية بالرؤية الفلسفية التي أسس لها والد النهضة الهندية نهرو عشية حصول الهند على استقلالها والمستندة إلى ركيزتين متكاملتين، وهما: التخطيط، وتكامل جهود القطاعين العام والخاص في التنمية.

ولابد من النظر إلى النجاحات التي تحققها «تاتا»، في أطار الحالة الصحية التي يتمتع بها الاقتصاد الهندي. فقد أعلنت دراسة لوزارة المالية الهندية أن الاقتصاد القومي للبلاد حقق معدل نمو بلغ 8.7 في المئة خلال العام المالي 2007-2008.

وقال وزير المالية الهندي بي تشيدامبارام: «إن معدل التضخم ارتفع خلال النصف الثاني من العام المالي 2006-2007، إلا أنه تم احتواء هذا الارتفاع بنجاح على الرغم من الارتفاع العالمي لأسعار البضائع».

وأضاف في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن «المناخ الاستثماري في البلاد يدعو إلى التفاؤل»، موضحا أن «تسريع عجلة الاستثمار المحلي ومعدلات الادخار سيؤمن أرضية ملائمة لتحقيق معدل نمو بالاقتصاد الهندي تبلغ 9 في المئة خلال الخطة الخمسية للسنوات الـ11 المقبلة».

وأضاف التقرير كما ورد في «كونا» أن «الإنتاج الصناعي في البلاد ارتفع بنحو 9.7 في المئة خلال أغسطس/ آب 2007 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2006».

وقال: «إن الدراسة أظهرت أن تدفق رؤوس الأموال الأجنبية ارتفع بنسبة 150 في المئة حيث بلغ نحو 23 مليار دولار»، مشيرا إلى أن «تدفق رؤوس الأموال الأجنبية استمر خلال النصف الأول من العام الماضي ليحقق رقما بلغ نحو 11.2 مليار دولار».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً