العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ

بل نخشى التسييس والطأفنة وانتهازية البعض

عبدالمنعـم الشـيراوي comments [at] alwasatnews.com

عتب علينا البعض استخدامنا أو اختيارنا لبعض المفردات في مقالنا السابق من منطلق شدتها وقسوة معانيها. ونحن نتفهم وجهة النظر هذه, لكن كان لابدّ من توضيح حقيقة يجب أنْ تستوعبها جميع الأطراف في الحركة النقابية العمالية, ألا وهي أنّ التعددية الهادفة إلى تفتيت وإضعاف الحركة النقابية خط أحمر لا يمكن ولا يجوز تجاوزه.

ورغم كلّ ذلك ورغم أن جميع رواد الحركة النقابية الذين كتبوا وسطروا تاريخها المشرّف وقدموا التضحيات من أجل مستقبلها ووحدتها وإطلاق حريتها في تشكيل تنظيماتها من أمثال الإخوة عباس عواجي وعبدالله مطيويع وغيرهم كثير يتفقون معنا في رؤيتنا وقراءتنا هذه, خرج علينا البعض بما يسمّى لجنة التنسيق النقابية بين نقابتي ألبا وطيران الخليج ببيان يصب في اتجاه تجاوز الخطوط الحمراء من دون مراعاة لما يدعون الدفاع عنه من مصالح ومستقبل الحركة النقابية العمّالية. ونقابة طيران الخليج ليس خافيا على أحد وبالذات القاعدة العمالية ما يسعى إليه المهيمنون عليها ولا ماهية توجهاتهم ولا مرجعياتها, لكنني أربأ بنقابة ألبا وقاعدتها العمالية التي تملك تاريخا مشرّفا سطرته قاعدتها العمّالية وكوادرها النقابية منذ السبعينيات وعلى رأسها النقابي الأخ علي البنعلي الذي نكنّ له كل الاحترام وهو الذي ينتمي لتيار وطني كان ولايزال ليس فقط مدافعا وحاميا للطبقة العاملة وحركتها النقابية بل وساهم بشكل فعّال خلال تاريخ مسيرتها وقدم مناضليه وكادره النقابي الكثير من التضحيات والشهداء في الدفاع عن وحدتها ومصالحها وحقها في التنظيم النقابي, أن ينجر إلى تبني وتحقيق هذه الاجندة المشبوهة.

إن الفعل والعمل الملتزم بمصالح الحركة النقابية والذي يدعم وحدتها ويعزز من مكانتها يجب ان ينصب في فتح حوار بناء يسعى إلى العمل على اتساع قاعدتها وتنمية قدراتها وبناء كادرها, لذا فإنني أدعو الإخوة الرفاق من رواد الحركة النقابية كالإخوة عباس عواجي وعبدالله مطيويع ويوسف يتيم وغيرهم إلى تبني هذه الدعوة وعقد لقاءات موسّعة تشمل جميع الأطراف من أجل تحقيق الأهداف والآمال التي قدّموا التضحيات من أجل تحقيقها. وإنني لعلى يقين بأنّ أرواح شهدائها ومناضليها وروادها ستكون حاضرة معهم وداعمة لتوجههم هذا.

وأعود لمقال الأخ الكريم رضي عن خشيتنا من التسييس، والذي حاول البعض الترويج على أنه ردٌ على مقالنا السابق، ونقول لهم إن الأخ كريم يعلم أننا لا نخلط بين الانتماء السياسي والأيديولوجي، أو أحقية الحركة النقابية بممارسة دورها في الشأن العام سياسية كانت أم معيشية. بل ولنا في هذا الموضوع ورقة قدّمناها في ورشة عمّالية في جمعية العمل الديمقراطي وقام الإخوة مشكورين بنشرها في الكتيّب الذي صدر بمناسبة الأوّل من مايو/أيار وكانت خلاصة هذه الورقة ومفهومنا للتسييس واضح لا يحتاج إلى تفسير فيها. بل وزعمنا في هذه الورقة بانّ جنين الحركة النقابية العمّالية قد ولد من رحم الحركة الوطنية وتزاوجت نضالاتها مع نضالات الحركة الوطنية وقدمنا الكثير من الأمثلة عن مثل هذا التزاوج حتى على مستوى الدول المتقدّمة نقابيا وسياسيا.

لذا فإنّ الاشتغال أو الانشغال بالشأن العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ركن أساسي من عمل الحركة النقابية واهتماماتها. وببساطة فإنّ الطبقة العاملة هي الشريحة الأكبر والأكثر عطاء في هذا المجتمع ويجب أنْ تمارس دورها من دون أية وصاية من أي طرف.

وختاما نأمل أن يبادر رواد الحركة النقابية بدعم من الأمانة العامّة للاتحاد لفتح مثل هذا الحوار البناء من وحدتها وتعزيز دورها وتأكيد استقلاليتها وليساهم في رسم مستقبلها لتتصدى للتحديات التي تواجهها وتعزز قاعدتها؛ لتكون قوية فاعلة في مجتمعنا البحريني.

إقرأ أيضا لـ "عبدالمنعـم الشـيراوي"

العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً