نيابة عن عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قام محافظ الجنوبية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة مساء أمس في فندق الكراون بلازا بتكريم الفائزين بجائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي. ومنحت في عامها الخامس للمفكر المصري عبدالوهاب المسيري الذي نال جائزة الجيل، فيما ذهبت جائزة القرآن الكريم للشيخ عبدالله علي بصفر من المملكة العربية السعودية، أما في المحاضرات فاز الشيخ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان من مصر، كما فاز بجائزة التأليف عبدالكريم بن محمد الحسن بكار من سورية، وأخيرا فاز الكويتي طارق السويدان بجائزة المجال الإعلامي.
من جهته، قال رئيس جمعية الإصلاح الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة ان «الشباب إن اشتكوا من قلة القُدْوات، بعد أن كثُرَت معاولُ الهدْم، وقَلّتْ سواعدُ البناء، فإننا نقول، بل إن في السماءِ نجوما ما زالت تطل علينا مهما تلبّدت في السماء الغيوم».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برعاية جلالة الملك
تكريم الفائزين الستة بجائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي 5
المنامة- مالك عبدالله
نيابة عن عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قام محافظ الجنوبية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة مساء أمس في فندق الكراون بلازا بتكريم الفائزين بجائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي 5 والتي منحت المفكر المصري عبدالوهاب المسيري جائزة أستاذ الجيل، وفي مجال القرآن الكريم الشيخ عبدالله عل بصفر من المملكة العربية السعودية، أما في المحاضرات ففاز الشيخ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان من مصر، كما فاز بجائزة التأليف عبدالكريم بن محمد الحسن بكار من سوريا، وأخيرا فاز الكويتي طارق السويدان بجائزة المجال الإعلامي.
وأوضح الأمين العام لرابطة الفن الإسلامي العالمية علي حمزة العمري أن «الأمة الواعية تعرف وتدرك عملَ المجدِّ من العابث، وتتفحَّصُ حجم المعاناةِ من التزوير، وتقرأ سيرة الباذلينَ والمنتفعين»، لافتا إلى أن «جائزة الشبابِ العالميةِ لخدمةِ العملِ الإسلاميِّ انطلقت منذ خمس سنوات وهي تنطلق من بوابة الأمةِ ومن نافذةِ الشباب، مؤكدة أن الحركةَ مع البركةِ من الشبابِ العاملينِ لدينِ الله».
وذكر العمري «واختارتْ الجائزة فروعَ التكريمِ الخمسةِ (القرآنُ، والمحاضراتُ، والتأليفُ، والإعلامُ، والفنُّ)، فرصدتْ تَجارِبَ العاملينَ الناهضينَ بعبء الرسالة، وانْتُخبوا كنموذجٍ جادٍّ مؤثرِ في الساحةِ يبتغي ما عندَ الله، أمَّا القرآنُ فلأنَّه نبراسُ الأمةِ ومعجزتُها ونُورها وهُداها وسبيلُ نَجاتِها وسِرُّ سَعادَتِها والهاديْ للتي هيَ أقومُ على مستوى الفردِ والأسرةِ، والمجتمعِ والدولةِ، وكل جوانبِ الحياة، عقيدة وعبادة، فكرا وثقافة، اقتصادا وسياسة، بناء وتنمية»، مشيرا إلى أن «رجل القرآنِ المتبصرُ بالآيات، المْمعنُ في الأخبار والقصصِ والمعجزاتِ يزيدهُ القرآنُ تبصرا وثباتا، ورشادا وسدادا، صلاحا وإحسانا، بناء وعمرانا، صدقا وفلاحا، طمأنينة ونقاء»، ومؤكدا أنه «بتدبّرِ القرآنِ المنزلِ، الهاديْ للتي هي أقومُ يحققُ مقاصدَ القرآنِ المنزلِ في كلٍّ من آفاقِ النفسِ وجوانبِ الحياة».
وأضاف العمري أن «رجلُ القرآنِ ابتداء القارئُ له، المتبصِّر في هديْ رسولهِ الذي كان خُلقه القرآن، هو المأمولُ أن يصلَ بشبابِ الأمةِ إلى سبيلِ عزها، والسبيل هو إعادة النشءِ إلى القرآنِ حفظا وفهما، تدبرا وعملا، تشويقا وترغيبا، تعليما وتقريبا من أهل القرآنِ العاملينَ في كل مكانٍ، ومجالسة لما كتبوا من تأملاتٍ ذاتِ أسرارٍ، فأسرارُ القرآنِ كنوزٌ غاليةٌ، لم تُفتحْ كلُّها بعد».
ونوه الفائز بجائزة أستاذ الجيل المفكر عبدالوهاب المسيري إلى أن «الجوائز التي أتلقاها اليوم مع زملائي الفائزين ذات أبعاد ثقافية إنسانية عدة، فهي أولا جوائز تمنحها هيئة غير حكومية، أي أنها تقع خارج نطاق هيمنة الدولة المركزية وغير خاضعة لأولوياتها وأهوائها السياسية، فهي تنبع من أولويات منظمات غير حكومية، مثل جمعية الإصلاح ورابطة الفن الإسلامي وشباب المستقبل».
وأشار المسيري خلال الكلمة التي ألقاها مساء أمس إلى أن «الآونة الأخيرة ظهر ما أسميه )تغول( الدولة المركزية، فمجال هيمنة الدولة علي المواطنين تزايد منذ منتصف الستينات إذ نجحت الدولة المركزية في تطوير مؤسساتها التربوية والأمنية، و أصبحت الأخيرة ذات كفاءة عالية بعد الثورة الإلكترونية»، كما ذكر أن «الدولة المركزية تهيمن على الإعلام أيضا، وخصوصا الإعلام المرئي الذي يصل إلي بيوتنا فيرسخ في وجداننا وقلوبنا رؤيته، بل ويخترق أحلامنا، والإعلام المرئي، الحكومي والخاص، تغول هو الآخر، وهو إعلام لم ينتخبه أحد ولا توجد هيئة تسأله»، موضحا أن «هذا الإعلام يمكن أن ينشر الأكاذيب دون أن يردعه رادع، كما أنه يمكنه أن يذيع ما يفكك المجتمع وقيمه دون حساب أو مساءلة»، مؤكدا انه «ينجز ذلك بأن يحوّل المشاهدين إلي كائنات متلقية تجلس متسمره أمام التلفاز، وخصوصا الفيديو كليبات، ثم تنطبع علي عقولها فيغيب وعيها فلا تنتبه إلى تضميناتها الفكرية والأيديولوجية لأنها تتلقاها في سلبية كاملة، إذ انها لا يمكنها الحوار معها أو الرد عليها».
واعتبر المسيري أن «كل هذا يقف على طرف النقيض من نشاطات المجازين، فهناك مؤلفان وإعلامي وداعية وقارئ ومنشد، فأما بالنسبة إلى مؤلفي الكتب، فمن الضروري أن نشير إلى أن المرء بعد قراءته مقطوعة ما استرعت انتباهه، بوسعه أن يتوقف وأن يتأمل فيها ويتفكر ويتدبر وربما يعيد قراءتها المرة تلو المرة. وقُل نفس الشيء عن النشاطات الأخرى»، مبينا أن «الإعلامي إن نشر الصدق والحق والحقيقة فإنه يوسِّع من مدارك سامعيه ومشاهديه، والداعية والقارئ والمنشد حاضرون أمام جمهورهم، الذي يتفاعل معهم، وفي حالة الداعية يمكنهم أن يوقفوه ليسألوه عن نقطة غامضة أو فكرة غير واضحة»، وأردف «وإلى جانب التواصل الجغرافي هناك اللغة العربية التي تجمعنا كلنا (على عكس كل بلدان العالم الثالث التي تتسم بتعدد اللغات مما يجعلهم يلجأون لتبني لغة المستعمر لغة للتواصل)، إن اللغة العربية هي وعاء ثقافتنا وبالتالي إطار هويتنا، وهي مع الأسف تتعرض في الوقت الحاضر لهجوم شرس ولكنها صامدة مستمرة».
وتساءل «وإلا بماذا نفسر أنني المصري أتحدث الفصحى وأتواصل مع إخواني العرب من خلالها، وأقرأ أعمالهم وأتفاعل معهم؟ إن الجائزة التي تمنح لمؤلفين وإعلاميين ودعاة وقراء ومنشدين يكتبون ويدعون بالفصحى وينشدون بها تؤكد معنى الإنتماء لهذه الأمة والتطلع القومي العربي للوحدة: الحلم الذي تخلت عنه بعض النخب الحاكمة ولم تتخل عنه الجماهير الواعية بفطرتها وسليقتها».
وبين المسيري أن «التكامل الاقتصادي من المقومات الكامنة للوحدة العربية، ونحن إن لم نحقق مثل هذا التكامل في عصر التكتلات الاقتصادية والثقافية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وروسيا والهند والصين، سنكون مثل الأطفال الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة على مائدة اللئام الفتاكين»، واختتم قائلا ان «الجائزة حينما تمنح لمثقف عربي فإنها تشكل نوعا من الإعتراف به، وكل مؤلف يود التأكد من أن الرسالة التي عبر عنها في مؤلفاته قد وصلت إلى قرائه، هذا هو الجانب المعنوي، ولكن هناك جانب مادي لا أخجل من الحديث عنه(...) فالجائزة بغض النظر عن حجمها، تحقق للمؤلف رقعة كبيرة من الحرية، فلا يضطر للجري وراء لقمة العيش، بل يتفرغ لعمله ويضع مؤلفاته دون خوف من حاكم أو صاحب مال، فيقول الكلمة الطيبة الصادقة في زمن يكثر فيه الكذابون».
وقال رئيس جمعية الإصلاح الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة ان «الشباب إن اشتكوا من قلة القُدْوات، بعد أن كثُرَت معاولُ الهدْم، وقَلّتْ سواعدُ البناء، فإننا نقول، بل إن في السماءِ نجوما ما زالت تطل علينا مهما تلبّدت في السماء الغيوم»، لافتا إلى أن «الداءَ ليس في غِياب العلماءِ، ولا العاملينَ، ولا المُبدعينَ، إنما هو في تغييبِهم عن أن يكونُوا أعلاما يُشار إليهم بالبَنان إذا ذُكِرَ الأَعلام، إذ نادرا في أمتنا اليوم ما نرى احتفاء بأمثال هؤلاء، في مقابل الاحتفاء بكثيرين غيرهم، لا يصِلُ نفعُهُم لأوطانِهِم وأمتِهِم مِعْشارَ ما يقومُ به من يخدِمُون الإسلام، بل ربما جرّوا عليها الويلات».
ونوه إلى أن «هذا الحفل السنويَّ الذي تنظمه جمعيةُ الإصلاح بالتعاون مع رابطة الفنّ الإسلامي العالمية - وهو اليوم في نسخته الخامسة - يأتي ليساهم في الإشارة بالبنان إلى مبدعينَ علماءَ عاملينَ، خدَموا هذا الدين، وخدموا شبابَ الأمة، وخدموا العملَ الإسلامي، فكان حريّا بنا أن نُزجي إليهم شيئا من الشّكر، وإن كان لا يَرْقى إلى مستوى ما قدموه، نحاول بذلك أن نَمُدّ الجُسُورَ بين أجْيالِ الأمة وبين علمائِها وعامِليها ومبدعِيها»، مشيرا إلى أن «عبدالوهاب المسيري، الباحث العالم المثابر، الذي أحْصيتُ له أكثرَ من عشرةِ عناوينَ لكتبٍ بل وموسوعاتٍ تتناول اليهوديةَ والصهيونية فحسب، ولا زال إنتاجه مستمرا في وقت أعرض الكثيرون فيه عن هذا الموضوع إيثارا للسلامة، حري بالشباب أن يقتدوا وبالشيخ عبدالله بصفر، الحافظ لكتاب الله، المبدع في تلاوته»، وأردف «وبأمثال الشيخ محمد حسان، صاحب الأسلوب العذب المحبب، في عشرات من المحاضرات والكتيبات والدروس في مختلف مجالات الدعوة، وبأمثال طارق السويدان، الذي اهتم بالإبداع، فصار أحد أعلامه، وأضاف إلى الإعلام الإسلامي الشيء الكثير، وبأمثال عبدالفتاح عوينات وهو يخدم الإسلام بالألحان والكلمات، لا تلك التي تقتل الحياء والرجولة، وإنما التي تبعث العزة وتنشر الخير والأخلاق»، مختتما حديثه قائلا «نعم، نحتفي الليلة بأمثال هؤلاء، وهم جديرون بالاحتفاء، فمرحبا بهم وأهلا، وبارك الله جهودهم، وجعلها في موازين حسناتهم».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العوضي:المسيري اختصر الطريق أمامنا ووضعنا أمام التحدي الصهيوني
قال الداعية الكويتي محمد العوضي ان «المفكر عبدالوهاب المسيري اختصر زوايا وتجارب عديدة ووضعنا أمام التحدي الصهيوني الذي يريدنا أن نذعن للأمر الواقع وإنما يدعونا للثورة على النفس للقيام بخطوات إلى الأمام»، مؤكدا أن «المسيري كان يؤكد على الابتسام وعدم التكشير في وجه الناس، والإجابة على التساؤلات مهما كانت»، مشيرا إلى أن «المسيري وقف يوما من الأيام يسأل الناس عن من لديه نكتة وكان يعطي المعنى السياسي والإجتماعي والهدف من كل نكتة».جاء ذلك مساء أمس خلال محاضرة للعوضي عن المفكر عبدالوهاب المسيري ضمن فعاليات جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي.
ونوه العوضي إلى أن «المفكر عبدالوهاب المسيري مريض ولو كان رياضيا أو غير ذلك لاهتم به الكثير من الناس، ويتكفل بعلاجه الآن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود»، كما أوضح أن «المسيري لم يقم إيمانه على الشعور والوراثة وإنما إيمانا قائما مدروسا عقليا لا يتزحزح وهو بعكس الإيمان الشعوري والوراثي الذي سرعان ما يهتز»، مؤكد أن «المسيري له من الكتب ما يفيد العقول، وبحسبه فهو إنسان غير استهلاكي وتساعده زوجته في ذلك، كما انني اذكر هنا إنه رد على تصريحات وزير الثقافة المصري التي وصف فيها الحجاب بأنه رجعي بردود قال هو حينها أنهه ردود حداثية ورفض أن يرد ردود فقهية لأن حديث الوزير لم يكن فقهيا بل حداثيا فرد عليه بنفس المنطق وفكك كلامه».
العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ