أكد مصدر موثوق في بعثة البحرين لمتابعة حادث القصيم لـ«الوسط» أن عودة الجثث قد تتأخر وذلك لصعوبة التعرف على هوية ست ضحايا من جنسيات هندية وباكستانية، مشيرا إلى أن جثة السائق البحريني محمد نصر البالغ من العمر 27 عاما هي الوحيدة التي تم التعرف عليها.
من جهته، أوضح رئيس قسم شئون الحج والعمرة في وزارة العدل عبدالناصر عبدالله أن العدد الإجمالي للضحايا هو سبعة قتلى بمن فيهم السائق البحريني.
في الإطار نفسه، قامت بعثة البحرين في السعودية من خلال ممثل وزارة الخارجية وأعضاء سفارة مملكة البحرين بإنهاء إجراءات ترتيب عودة المصابين إلى المملكة والتأكد من إمكان استقبالهم لتلقي العلاج في مركز السلمانية الطبي، في الوقت الذي أبدت فيه السلطات السعودية استعدادها لنقل المصابين بحروق خطيرة في سيارات إسعاف مجهزة إلى البحرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العدد النهائي لضحايا الحادث 7 قتلى
تأخر عودة جثث «القصيم» لتداخل الأشلاء وصعوبة التعرف على هويتها
الوسط - عبدالله الملا
علمت «الوسط» من مصادر موثوق بها ضمن بعثة البحرين التي توجهت لمنطقة القصيم لمتابعة الحادث الأليم أمس الأول، بأن إجراءات عودة الجثث إلى البحرين تأخرت ولم يعلن عن وقت إرجاعها وذلك لتتمكن السلطات السعودية من إنهاء تحقيقاتها والتعرف على هوية جميع الجثث.
وأضاف المصدر أن الجثة الوحيدة التي تم التعرف عليها هي جثة السائق البحريني محمد جاسم نصر البالغ من العمر 27 عاما وذلك لوجوده في كرسي السائق، مشيرا إلى أن الشاب البحريني تعرض لحروق بليغة ولولا وجوده في مكانه لاستعصى التعرف على هويته إلا أن وضع بقية الجثث أسوأ بكثير من جثته.
وقال: «المشكلة أن أشلاء جثث الآسيويين تداخلت مع بعضها بعضا، فهناك جثث فقدت أرجلها وأخرى من غير أيدٍ، والتصقت الجثث ما جعل مهمة التعرف عليها صعبة للغاية».
من جهة أخرى، صرح رئيس قسم الحج والعمرة بوزارة العدل والشئون الإسلامية عبدالناصر عبدالله لـ «الوسط» بأن العدد الإجمالي للضحايا بلغ 7 خلافا للرقم الذي ورد أمس الأول وهو ثمانية وذلك لاعتقاد السلطات بوجود شخص آخر لم يتم العثور عليه بين الجثث إلا أنه تبين أن أحد الأشخاص لم يسجل اسمه في القائمة وبقي في البحرين.
وأكد السائق الذي رافق أخوة المتوفى إلى المملكة العربية السعودية أن حال الجثث الخاصة بالآسيويين سيئ للغاية، موضحا أن أخوة المتوفى بقوا في المملكة العربية السعودية لحين تسلم جثة شقيقهم الشاب محمد نصر. وقال: «عدد المصابين في الحادث المأسوي بلغ 37، منهم 27 في مستشفى حوطة سدير و10 في مستشفى الملك خالد في المجمعة، كما شاهدنا أن هناك خمس حالات خطرة تم وضع الأجهزة الاصطناعية للتنفس عليها إذ إن النيران التهمت معظم أجسامهم». وبشأن العدد الإجمالي للقتلى أكد أن العدد سبعة إذ إن عدد المسافرين في الرحلة 46 منهم 7 قتلى، و37 مصابا، بالإضافة إلى مساعد السائق الذي نجا من الحادث الأليم».
من جهة أخرى، تواصل المعزون في تقديم التعازي إلى ذوي الفقيد الشاب، وأحاطت بمنزله هالة من الحزن وتحولت المنطقة إلى أشبه بالمأتم في انتظار عودة الجثمان لتشييعه إلى مثواه الأخير.
وكان سبعة أشخاص (6 آسيويين وشاب بحريني) لقوا مصرعهم أمس الأول (الخميس) في حادث مرور مروع في منطقة القصيم بالقرب من حوطة سدير في المملكة العربية السعودية، إثر اصطدام الحافلة التي تقلهم بصهريج نفط.
وتشير التفاصيل إلى أن الحافلة البحرينية التي يقودها الشاب محمد جاسم نصر من منطقة جدحفص والتي تقل 44 راكبا آسيويا إضافة إلى السائق ومساعد السائق اصطدمت بصهريج نفط على طريق القصيم السريع على بعد 35 كلم من محافظة المجمعة وعلقت الحافلة في أحد أعمدة الصهريج لينفجر وتتحول الحافلة إلى كتلة من النار ما أدى إلى تفحم سبع جثث وإصابات بليغة. وحاولت خمس من سيارات الإطفاء وخمس من سيارات الإنقاذ وعدد كبير من سيارات الإسعاف التي وصلت إلى الموقع في غضون دقائق السيطرة على الحريق إلا أن سرعة الاشتعال أدت إلى احترق الحافلة بمن فيها، فيما نجى 37 راكبا إضافة إلى مساعد السائق ونقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى الملك خالد ومستشفى حوطة سدير.
عودة المصابين لاستكمال علاجهم بمجمع السلمانية الطبي
في الإطار نفسه، رفع وزير العدل والشئون الإسلامية رئيس المجلس الأعلى لشئون الحج والعمرة الشيخ خالد بن علي آل خليفة رسالة شكر إلى نائب جلالة الملك سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ورئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أثنى فيها على اهتمام ومتابعة القيادة لمجريات الحادث الأليم الذي تعرضت له حافلة الركاب البحرينية في منطقة القصيم، وذلك من خلال تشكيل فريق حكومي سريع يضم ممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة العدل والشئون الإسلامية للتوجه فورا إلى المملكة العربية السعودية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة آخر المستجدات بشأن الحادث وأسبابه.
وأوضح وزير العدل أن الوزارة أولت الحادث اهتماما خاصا باعتبار أن حملات العمرة تخضع لإشراف مباشر من الوزارة والمجلس الأعلى لشئون الحج والعمرة، مؤكدا أن مثل هذه الحوادث لابد أن توضع في الاعتبار أثناء صوغ الأنظمة والقوانين المنظمة لشئون الحج والعمرة، بجانب ضرورة اعتماد معايير شروط الأمن والسلامة في الحافلات التي تقل الركاب عموما والحجاج والمعتمرين خصوصا.
وأضاف أن دور المجلس الأعلى لشئون الحج والعمرة لا يقف عند حدود الإشراف والإدارة وإنما يتعدى ذلك لتقديم العون والمساعدة للحملات كافة لتؤدي واجبها نحو الحجاج والمعتمرين على الوجه الأكمل.
من جانبه قام فريق وزارة العدل والشئون الإسلامية بمتابعة الأمور المناطة به مع صاحب الحملة وكذلك مع شركة المواصلات والتنسيق بشأن تسليم الوزارة نسخة من وثيقة التأمين وحدود التغطية التأمينية، كما تأكد الفريق من أن أكثر الإصابات كانت طفيفة وذلك بالتنسيق مع الفريق المرسل من وزارة الصحة وكذلك التأكد من خلال ممثل وزارة الخارجية وأعضاء سفارة مملكة البحرين من إجراءات ترتيب عودة المصابين إلى المملكة والتأكد من إمكان استقبالهم لتلقي العلاج في مركز السلمانية الطبي، كما تمت مقابلة مدير الخدمات الطبية بالرياض الذي أبدى استعداده التام لنقل المصابين بإصابات بليغة إلى البحرين لاستكمال العلاج بواسطة سيارات إسعاف عالية التجهيز والكفاءة.
وكان الفريق الحكومي الذي يضم ممثلين عن وزارة العدل والشئون الإسلامية ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة الصحة قد تفقد فور وصوله ليلة أمس الأول إلى منطقة المجمعة جميع المصابين في مستشفى الملك خالد، حيث قام الفريق الطبي بمعاينة جميع المصابين وتبين من خلالها وجود حالتين في العناية القصوى وفي وضع حرج جدا، وحالتين ليستا بالسوء نفسه، أما بقية المصابين من الجنسية الهندية والباكستانية والبنغلاديشية البالغ عددهم 27 فإصاباتهم تتراوح بين الحروق والكسور والصدمة النفسية. وبشأن مساعد السائق البحريني فقد تعرض لحروق في الوجه إلا أن حالته بشكل عام جيدة.
ثم انتقل الفريق إلى مستشفى حوطة سدير حيث تمت معاينة جميع المصابين البالغ عددهم 10 من الذكور من الجنسيات الثلاث آنفة الذكر، وكان أحد المصابين في العناية المركزة جراء معاناته من حروق وكسور، أما بقية المصابين فوضعهم أفضل حالا من زملائهم في المجمعة.
كما انتقل الفريق إلى مكان الحادث حيث وجد الحافلة محترقة بالكامل، وبعد مسافة منها صهريج النفط، وباشر فريق وزارة الداخلية فور وصوله عملية إجراء التحقيق في الحادث.
وفي صباح يوم أمس الجمعة قام الفريق بمرافقة السفير لدى المملكة محمد صالح الشيخ علي بزيارة ثانية للمصابين بالمستشفى للمتابعة والاطمئنان ولبحث ما يتعلق بمن يتطلب إخلاءه من المصابين ونقله إلى مستشفى آخر، إضافة إلى ترتيبات إعادة من لا يتطلب بقاءه في المستشفى.
كما تقدم أعضاء الفريق بالشكر إلى الإخوة في الجانب السعودي على رأسهم سمو أمير المجمعة الذي أمر بضيافة الفريق في فلتين ملحقتين بمجمع المستشفى، ولاقى الفريق تعاونا مشكورا من قبل مسئولي الشئون الطبية بالمجمعة وحوطة سدير وكانوا برفقة الفريق إلى ما بعد الثالثة صباحا.
يذكر أن اثنين من أصحاب حملات العمرة كانا موجودين في موقع الحادث للاطمئنان على المصابين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«الداخلية» تباشر عمليات التحقيق في «حادث القصيم»
المنامة - وزارة الداخلية
صرح مدير عام الإدارة العامة للمرور بأن فريق عمل وزارة الداخلية المختص والمكلف ضمن وفد مملكة البحرين بمتابعة حادث الحافلة في المملكة العربية السعودية يواصل الإشراف بشكل مباشر على سير عمليات التحقق والكشف والمباشرة من موقع الحادث من خلال المختصين للوقوف على تفاصيل وملابسات الحادث بالاشتراك والتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية ولاتزال التحقيقات جارية لمعرفة المزيد من التفاصيل حول أسباب وملابسات الحادث والأستماع لأقوال الركاب الذين تسمح حالتهم الصحية بذلك.
وأضاف أن الحاث الذي وقع على بعد 35 كلم من مدينة القصيم تشير المعلومات الأولية أنه ناجم عن اصطدام الحافلة بشاحنة البترول من الخلف مما سبب في اشتعال الحافلة.
وبين أن الفريق تأكد من أن عدد الركاب على متن الحافلة كان 44 مع السائق وأن حالات الوفاة 7، بينهم بحريني وهو سائق الحافلة و6 الآخرين من جنسيات آسيوية و18 من الركاب المصابين مازالوا يتلقون العلاج في مستشفى الملك خالد في منطقة المجمعة وفي حوطة سدير وأن من بينهم من أصيب بحروق نسبتها مرتفعة في حين سمح لـ 19 من الركاب المصابين بمغادرة المستشفى لإستقرار حالتهم الصحية.
العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ