عندي صديق هندي إسمه (VINOD) وهذا الصديق مُغرم بأخبار البحرين بمختلف رواياتها الحكومية منها وغير الحكومية.
ما استغربته فعلا في شغفه أنه يتابع المنتديات الممنوعة والمسموحة، ولجهله بقراءة العربية فإنه يأخذ الصفحة كاملة وينقلها لمواقع الترجمة على الإنترنت ويبدأ في تصفح الأخبار ما تقدم منها وما تأخر كما يبدأ بمتابعة الإشاعات والبيانات ودعوات المسيرات والاعتصامات المرخصة وغير المرخصة، ما استغربته فعلا أنه يجادلني أحيانا في موضوعات لا شأن له فيها، ولو كان مهتما بما يحصل في الهند لكان أفضل له على الأقل، حتى أني شكّيت في نيته في الحصول على الجنسية البحرينية هذا إذا ما كان عنده طلب الحصول عليها في إدارة الهجرة والجوازات أصلا.
في جلسة أخيرة جمعتني به كان يحلل لي تداعيات اعتصامات العمال الهنود والخيارات المطروحة للحكومة البحرينية تجاه هذه العمالة ومدى مهارتها، بالإضافة إلى اختراق الأحزاب الهندية النشطة في أوساط العمال المهاجرين وقوة السيطرة عليهم والتأثير عليهم إلى درجة المغامرات الناجحة التي خاضوها وهذا بطبيعة الحال يعتبر مكسبا جبّارا إلى تلك الأحزاب.
متابعات أخبار البحرين في الفترة الأخيرة لم تقتصر علينا كبحرينيين أو اخواننا البحرينيين الجدد، بل وصلت إلى اخواننا الأجانب من تتبع أخبار وتفاصيل أحداث في الشارع البحريني... وما صديقنا السالف ذكره إلا خير دليل.
وما عدوى الاعتصامات التي نفذتها مجموعة كبيرة جدا من تلكم الهنود إلا خير دليل على وجود تنظيم كبير ولها نفوذ جبار تستطيع توحيد كلمة العمال وهم أصعب فئة يمكن لك أن تتحاور معهم بسبب تدني التعليم عندهم.
إن الاعتصامات الأخيرة المُجدية والتي حققت مطالب (بعض) العمال هي درس لإخواننا البحرينيين عندما يريدون أن يعتصموا ليعلموا متى وأين وكيف تؤكل الكتف، والمثل الشعبي يقول «الحقوق تبي حلوق»... وكان الله في عون المتابعين والقائمين والمناظلين في مجال حقوق الانسان.
العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ
