العدد 2030 - الخميس 27 مارس 2008م الموافق 19 ربيع الاول 1429هـ

نظم التعليم العربية وتحديات العصر

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في أعقاب اجتماعات المجلس الوزاري العربي للشئؤون الاقتصادية والاجتماعية التي سبقت قمة دمشق، صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للصحافيين قائلا «إن الملف الاقتصادي والاجتماعي الذي سيعرض على قمة دمشق يتضمن الكثير من الموضوعات الاقتصادية الاجتماعية التي تمس حياة العربي مباشرة، (آملا) أن تسهم قرارات المجلس والقمة العربية في تحسين الاقتصادات العربية وتفعيلها في كل المجالات».

ومن بين مشاريع القرارات التي اتخذها المجلس «متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية ودعوة الدول العربية لتعزيز مشروعات الربط الكهربائي العربي وفق برنامج زمني محدد يلتزم به، واستراتيجية عربية للسياحة وأخرى لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وخطة لتطوير التعليم في العالم العربي».

ليس هنا مجال لتناول ما ناقشه المجلس، وما قدمه من اقتراحات. يكفي فقط أن نتحدث عن واقع التعليم في البلاد العربية، كي نكتشف مدى إنجازات مؤسسات العمل العربي المشترك، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، وتحت مظلتها منظماتها ذات العلاقة، مجالس مثل المجلس الإقتصادي، أو منظمات نوعية مثل «الأليكسو».

في الملتقى العربي للتربية والتعليم ... الواقع وسبل التطوير الذي عقد العام 2004، والذي دعت إليه مؤسسة الفكر العربي بالاشتراك مع خمس منظمات هي: اتحاد الجامعات العربية ومكتب التربية العربي لدول الخليج ومكتب «اليونسكو» الاقليمي للدول العربية والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بدأت رئيسة جامعة الخليج العربي في البحرين رفيعة غباش جلسة الملتقى الأولى بنظرة متشائمة إلى واقع التعليم. وبعدما قدمت غباش، كما ورد على موقع صحيفة الرياض السعودية http://www.alriyadh.com «رؤية سلبية عن واقع التعليم العربي، تحدثت عن غياب الرؤية الواضحة على المستوى العربي، بالاضافة إلى أن اللغة العربية تواجه تحديات في مرحلتنا الراهنة، وذكرت أن النظم التعليمية في الوطن العربي كانت أكثر صدقا في التعبير عن واقعنا العربي قبل الثمانينات من القرن الماضي».

ولم يكن ما ورد في كلمة غباش بعيدا عما نبه إليه تقرير التنمية الإنسانية العربية الصادر، أيضا، في العام 2004، والذي أشار بشكل صريح إلى تردي مستوى التعليم في العالم العربي، واعتبر نوعية التعليم أحد أخطر التحديات التي تواجه البلاد العربية. بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين نعى الأنظمة التعليمية المختلفة «بمجموعة مناهج منتهية الصلاحية، ومدرسين غير أكفاء، وإمكانات دون المستوى القياسي، وسياسات ومؤسسات غير فعالة».

ومن الأهمية بمكان أن نعرف هنا ما أورده تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الأليكسو»، الذى يحذر من مغبة تنامي عدد الأميين ونسبتهم بالمقارنة مع التعداد الكلي للسكان فبينما وصلت الأمية، وفقا للتقرير إلى « 400,62 مليون أمى وأمية في العام 1990، نجدها قد ارتفعت إلى 473,67 مليون في العام 2000». الأسوأ من كل ذلك أنه على رغم كل الجهود المبذولة يتواصل تفاقم المشكلة إذ «وصلت الأمية إلى 71 مليون أمي من الرجال والنساء في العام 2006، مع ملاحظة وجود علاقة طردية تبين نسبة الأمية وبين الزيادة فى حجم السكان وتمركز نسبة كبيرة من الأميين والأميات فى المناطق الريفية وكذلك ارتفاعها بين النساء بنسبة أعلى من الرجال».

ويشارك عالم الفضاء الشهير أسامة الباز، في حديث له لدى زيارته إلى المجلس الأعلى في دولة قطر، الآخرين في قلقهم المتزايد «عن حجم الفرص الضائعة من العرب نظرا لهذه النظم التعليمية الجامدة عن ركب التقدم في العالم.» ويرى الباز، كما جاء على موقع وزارة التربية والتعليم في دولة قطر «أن العالم العربي لايزال عاجزا عن المشاركة بأي دور يذكر في النهضة العلمية والصناعية، وفي عصر الذرة ثم الفضاء فأين نحن في عصر تكنولوجيا المعلومات، ولا نريد أن يمر من دون دور يذكر للعرب».

باختصار، ما يقوله هؤلاء جميعا، وآخرون هو إن هناك من يحصل على العلم في بلادنا العربية، لكن نسبتهم ضئيلة، أما بالنسبة لأولئك الذين يحصلون على العلم فسيكتشفون أن نظم التعليم في البلاد العربية تعتمد على الكم ولا تعتمد على الكيف، وعلى التلقين لا على الإبداع أو خلق ملكات الإبداع لدى الطالب.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2030 - الخميس 27 مارس 2008م الموافق 19 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً