موضة مشاركة الفنانين من الممثلين والمطربين في تصوير الإعلانات التلفزيونية والإذاعية فضلا عن المكتوبة لم تكن حصرا على أحد من دون الآخر. فما إن يحقق أحد الفنانين شهرة في تأدية دور في مسلسل رمضاني أو تضرب أغنية لمطرب الأسواق وتتصدر مبيعات أحد الأفلام دور السينما حتى تهرع شركات الإعلانات والتسويق إلى التسابق للتعاقد مع ذلك الفنان لتصوير إعلان بصرف النظر عن قدرته على التمثيل أو الأداء على أقل تقدير مستغلة شهرته وإن كانت شهرة تزول بزوال المؤثر.

فمن إعلان شركة «بيبسي» مع نجوم ستار أكاديمي إلى عطور حليمة بولند ومجوهرات لازوردي مع إليسا وداماس مع نانسي عجرم وصولا بصوت الفنان محمد عبده للترويج للعطور العربية واستقطاب شركة الاتصالات فوادفون أبطال الكرة في فريق الأهلي المصري.

اللافت في الأمر أن الفنانين أيضا انجروا وراء هذه الموضة بل تسابقوا لتحقيق السبق فيها بصرف النظر عن مضمون ذلك الإعلان وملاءمته لطبيعة الفنان وتقبل الجمهور له بهذه الصورة أو تلك، وليس أدل على ذلك من لجوء الفنانة السورية سلاف فواخرجي إلى تصوير إعلان لأحد الشامبوهات والمضحك أنها من أول ظهور لها تميزت بشعرها الأجعد وخصلاتها الخشنة المرمية بإهمال على جبهتها العريضة فكيف لهذا الشامبو «السحري» أن يحول ذلك الشعر الأجعد إلى أملس كاحل أشبه بشعر هندي، الأمر الذي أوصل «مسج» غير موفق لجماهير منتج الإعلان وللفنانة سلاف أيضا، ولم تكن مخارج الألفاظ لدى الفنانة المصرية آثار الحكيم في إعلانها لصابون «لوكس» هي الأخرى موفقة.

الإعلاميون والعاملون في هذا القطاع يعلمون أن العملية الاتصالية تمر بعدة قنوات تبدأ بالمرسل مرورا بالرسالة والوسيلة وانتهاء بالمتلقي والأهم معرفة رجع الصدى، الذي يشير إلى مدى نجاح تلك العملية وحاجتها إلى التعديل أو الإلغاء أو الاستمرار وأعتقد بأن بعض تلك الإعلانات بحاجة لمعرفة رجع صداها كيلا ترمي بثقلها على جماهيرية ذلك الفنان وتثير السخرية على أقل تقدير.