كان التوافق الذي حصل في جلسة النواب الأخيرة ضروريا جدا، ففي ظل قضية علاوة الغلاء التي تأخر توزيعها أكثر من اللازم، وفي ظل تعطيل جلسات المجلس لثلاثة أسابيع، وضجيج الناس من مجلس نواب لا يستطيع أنْ يحل مشاكله بنفسه، في ظل كلّ ذلك كان هذا التوافق بغض النظر عن شكله ضروريا.
أكّدت «الوفاق» مثلما أكّد رئيس المجلس وعدد كبير من الكتل علىمفهوم «لا غالب ولا مغلوب»، فقضية الاستجواب، بغض النظر عن صحة موقف أيّ من الأطراف، وصلت إلى تلك المرحلة من التعقيد حيث لا يمكن أنْ ينتصر فيها أيّ طرف؛ لأن النصر لأيّ طرف قد يحمل هزيمة ليس للطرف الآخر فحسب، بل للتجربة الديمقراطية بأكملها.
المواقف السياسية المتماسكة مطلوبة، خصوصا تلك التي يُؤمن أصحابها إيمانا تاما بصواب رأيهم، وبعدالة قضيتهم ومطالبتهم، «فما ضاع حق وراءه مطالب». غير أنّ المرونة ووزن الأمور من جوانبها كافة، وقياس الخسائر والمكاسب المرتبطة بهذه المواقف مطلوب أيضا. والجيّد أنّ الكتل النيابية أعلنت «بإجماع» أكثر من مرة أنّ أيا منها لا يقصد أنْ يؤزّم الوضع السياسي، أو الوصول إلى طريق مسدود. ما يتبقى هو الأيام المقبلة، التي ستحمل تراكمات تلك التصريحات الجارحة التي تبادلها النواب، والتي ستحفرعميقا، ونتمنى ألا تكون سببا في أزمات تشتعل بين فينة وأخرى.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 2029 - الأربعاء 26 مارس 2008م الموافق 18 ربيع الاول 1429هـ