«سنمهلك أيها المشرك مدة زمنية قبل أن تتحول الأرض نارا تحت قدميك (…) فيا أيها الـ… الحاقد اعلم والذي نفسنا بيده لن ترتاح أبدا في مدينة …».
تلك هي مقتطفات من منشور، تم توزيعه جهارا نهارا في إحدى مناطق البحرين، وبعد أن أسهب هذا المنشور في السب والشتم والطعن واللعن والقول الفاحش البذيء في حق فئة كبيرة من المواطنين، انتهى بحديث للرسول (ص) يقول فيه «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»!!!
جمل كثيرة مرصعة بالفحش والبذاءة تضمنها المنشور، يتعذر عليَّ ذكرها، ولا أعرف كيف زج صاحب هذا المنشور بحديث لنبي العفة والطهارة والنقاء بين زحمة تلك المفردات غير المحترمة.
هذا المنشور الرخيص ليس من صنع فئة أو طائفة، حتى وإن استهدف فئة أو طائفة أخرى، بل هو من صنع أفراد لا يجدون أنفسهم وذواتهم المريضة إلا بالقيام بهذا الدور المريض، لذلك فهم لا ينتمون إلى طائفة ما، لأن الطائفة جزء من الدين، وهؤلاء لا علاقة لهم بالدين، فهم لا يجيدون إلا إيقاظ الفتنة التي لا تهنأ برقاد ما داموا هم أيقاظ.
ممارسات شبيهة بدأت تنتشر في أكثر من منطقة، وهي مرفوضة من الجميع سنة وشيعة، ولكن هل ستقف الجهات المعنية مكتوفة الأيدي تاركة الحبل على الغارب، ومفسحة الفرصة لأولئك لزرع قنابل الفتنة إلى أن تتحول مناطقنا السكنية إلى حقول ألغام بفعل ممارسات تهدد السلم والأمن الاجتماعيين، من دون تحريك ساكن؟!
مثل هذه الأشجار يجب أن لا تثمر، بل يجب أن تقطع وتجتث من جذورها، إلا أن المؤسف أن الجهات المعنية لا تجيد حيال هذه الممارسات إلا عدم الاكتراث وكأن شيئا لم يكن، ولو كانت هناك خطوات جدية لتعقب وضبط من يقومون بمثل هذه الأعمال الدخيلة لسمعنا بشيء من هذا التعقب إلا أننا لم نسمع ولا بحادثة واحدة تم ضبطها، مع العلم أن هذه الممارسات ليست بالقليلة.
المشكلة الكبرى أن تخلي المؤسسة الرسمية عن دورها في ضبط مثل هذه التجاوزات يهيئ إلى الفوضى، فترك مساحة التصدي فارغة، يعطي العذر إلى غير المعنيين بملئها، وحينها ستكون العاقبة وخيمة لا تحمد، لذلك فإن المؤسسة الرسمية ستكون المتهم الأول مع سبق الإصرار والترصد، لو استيقظت الفتنة التي أنعم الله عليها بالنوم طويلا في هذا البلد.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2029 - الأربعاء 26 مارس 2008م الموافق 18 ربيع الاول 1429هـ