في الوقت الذي تتم فيه مناقشة كيفية تحويل الأندية القطرية والإماراتية والسعودية إلى شركات تجارية بعد تطبيقها نظام الاحتراف في الدوري هناك تحت مسمى «دوري رابطة المحترفين»، نحن هنا مازلنا نبحث عن مخرج لسوء حال البنية التحتية لكي نصل إلى نصف ما وصل إليه الأشقاء الخليجيون من إيجاد الأندية النموذجية والملاعب الصالحة من خلال إنشاء الاستادات الرياضية بالمدرجات التي تحمل المواصفات الأولية لأن تكون مقبولة لدى الاتحاد الآسيوي على أقل تقدير.
نتألم كثيرا عندما نشاهد برنامجا في قنوات الدوري والكأس القطرية ودبي الرياضية وأبوظبي الرياضية تتم فيه مناقشة هذا التحويل باستضافة رجال أعمال وخبراء اقتصاد وشخصيات رياضية إلى جانب بعض الأعضاء من الاتحاد الرياضي المعني ومؤسسة الشباب هناك لكي تزال كل العوائق المعترضة هذا التحويل. اليوم في دول الخليج لا نسمع أن هناك حاجة لوضع العلاج للبنية التحتية لأنهم تجاوزوها بنجاح، ولكن الكلام هناك في الانتقال إلى مرحلة أكبر وأهم بعدما تجاوزوا تلك المرحلة الأولى من البنية التحتية المتكاملة.
إذا كيف لنا أن ننتقل إلى المرحلة الأكبر من دون أن نجد لأنفسنا حلا جذريا لمشكلة البنية التحتية لكل الأندية في البحرين؟ هل نستطيع الانتقال في ظل هذا الوضع البائس؟ مع أن الانتقال أمر حتمي ولابد منه إن أردنا للرياضة المحلية التطور، لأننا إن بقينا على هذه الحال فسيزداد الأمر سوءا.
أيعقل ونحن في الألفية الثانية نعيش في ظل أندية متهالكة ابسط ما يقال عنها «آيلة للسقوط» إن لم تكن ساقطة فعلا... والملاعب الرملية حدث ولا حرج، إنها تنتشر بين الأندية الرسمية وتلعب عليها المباريات في المسابقات للفئات العمرية، والمعني في ذلك لعبة كرة القدم، في مقابل أن الدول الخليجية تنظم دوري الرديف على الملاعب المزروعة بالعشب الطبيعي، ويحصل على الدعم المادي الكبير، وفيه المحترفون، كما هو في دوري رابطة المحترفين الكبار، وتلزم الأندية بعقود رسمية مع كل اللاعبين. إضافة إلى مسابقات الفئات العمرية فإنها تقام على الملاعب الفرعية في الأندية هناك أيضا والمزروعة بالعشب الطبيعي ما يحفظ لهم أجيالهم ومواهبهم ونجومهم من الضياع، مع لائحة فيها الحوافز والمكافآت والرواتب الشهرية. قد يرد احدهم ويقول لدينا نظام في الحوافز والمكافآت بحسب الإمكانات... أقول نعم موجود ذلك ولكن هناك فارق كبير بين هنا وهناك في كل شيء.
حتى المؤسسة العامة للشباب والرياضة حاولت جهدها لتمتلك كل الأندية مباني راقية وملاعب صالحة، ولكن كما نعتقد أن الموازنة لبناء الأندية النموذجية لا تكفي، وبالتالي وقفت مكتوفة اليد وراحت تأخذ بالبديل في الملاعب بالعشب الاصطناعي، مع تبريراتها بأنه من النوع الثالث والمقبول لدى الاتحاد الدولي (الفيفا)، مع أن العشب الطبيعي مهما كان مقبولا لدى الفيفا فانه يضر ولا ينفع وخصوصا الصغار، وبالتالي هذا البديل للعشب الطبيعي لن يكون مجديا في تطوير الحال الكروية وبناء بنية تحتية متميزة تصل إلى حد القبول بين الدول الخليجية.
حتى بناء الصالات يعتمد فقط في تشييدها على الأرضية فقط من دون النظر في إقامة المسابقات عليها، وهذا مخالف تماما لما هو موجود من صالات رياضية متكاملة المرافق في تلك الدول الخليجية. إذا هذه المشكلة لن تجد الحل الناجع من دون أن يكون الدور الكبير للحكومة بتخصيص موازنة ضخمة تؤكد من خلالها بناء الأندية النموذجية لكل الأندية بالعدل والإنصاف، وبناء الملاعب الكروية بالعشب الطبيعي وإنشاء الصالات الرياضية المغلقة، ومن دون ذلك لن تستطيع الأندية لوحدها أن تنتقل من حال البنية التحتية إلى ما هو أكثر من نقاط الاحتراف وغيرها من أمور التطوير. عموما، نحن في انتظار قرار حكومي حاسم يضعنا مع أشقائنا الخليجيين على السلم نفسه ويعيد لرياضتنا الحياة والإنعاش والانتعاش؛ لان البحرين غنية بالمواهب الفذة التي تحتاج إلى الرعاية بالإمكانات الهائلة المالية والبنية التحتية
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2292 - الأحد 14 ديسمبر 2008م الموافق 15 ذي الحجة 1429هـ