مازلت أتذكّر بعض الوجوه في فترة مرحلتي الجامعية، وجوه واعدة في أوّل الدفعات لقسم الإعلام والعلاقات العامّة وكثيرا ما كان يصل إلى مسامعي من البعض منهم ولاسيما البنات برغبتهنّ في الانخراط في العمل الإذاعي كمذيعات أو معدات برامج في وزارة الإعلام ولم يكن الطلبة من الشباب بمعزل عن تلك الطموحات.

والحق يُقال الكثير منهم من الجنسين كان يمتلك المؤهلات لتحقيق ذلك الطموح، قدرة على الإلقاء ودقة في مخارج الحروف فضلا عن شكل مقبول جدا، لدرجة أنْ أطلق الطلبة في القسم على سبيل الدعابة عليهم « بمذيعي ومذيعات المستقبل» واستبشرنا خيرا.

ومع مرور السنوات، تخرّج الجميع من دفعتي والدفعة السابقة، بما فيهم الطلبة والطالبات من ذوات الطموح الإذاعي وكلّ انشغل بمشاغله فمنا مَنْ شاء أنْ يُواصل دراسته الجامعية لنيل شهادة الدراسات العليا وآخرون آثروا العمل لكسب الخبرة ومع تحفظ المعظم على مستوى استيعاب سوق العمل لخريجي قسم الإعلام والعلاقات العامّة و اصطفاف الكثيرين في قوائم العاطلين، وجد القليلون طريقا حققوا فيه خطوات ثابتة على مستوى الصحافة والعلاقات العامّة والتنسيق والمتابعة، إلا أننا لم نلحظ وجود طلبة الطموح مذيعي ومذيعات المستقبل على شاشة قناة العائلة البحرينية كما توصف أو عبر أثير إذاعة البحرين وما زالت الوجوه كما هي منذ سنين باستثناء عدد قليل انخرط في وزارة الإعلام يعد على الأصابع.

علة مأساة الإذاعة والتلفزيون في البحرين لا تبعد عن استثمار طموح تلك الفئة وتجديد الدماء في أقل تقدير، وللأمانة لوحظ أخيرا وبعد أكثر من خمس سنوات وجه واحد فقط من تلك الوجه الطموحة على شاشة تلفزيون البحرين وقد تكون حالة واحدة « يتيمة» لكنها أعادت ذكريات أيام جميلة فضلا عن أنها جددت الأمل بتجدد الدماء في تلك الشاشة التي سئم جمهورها تكرار موضوعاتها فضلا عن شخوصها، ونتمنى ألا تكون الحالة الأخيرة وأن تنتقل عدوى تجديد الدماء لإذاعة البحرين أيضا.