العدد 2292 - الأحد 14 ديسمبر 2008م الموافق 15 ذي الحجة 1429هـ

محاضرة كارتر في لبنان

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كنت في زيارة لبيروت خلال الأيام الماضية وكانت فرصة لحضور ندوة في الجامعة الأميركية في بيروت مساء الجمعة (12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري) للاستماع إلى محاضرة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي قال إنه يأمل بأن يهتم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بالقضية الفلسطينية في بداية عهده وألا يترك الموضوع إلى نهاية فترة رئاسته كما كان الحال مع الرئيس السابق بيل كلينتون، أو مع الرئيس الحالي جورج دبليو بوش.

كارتر، عمره 84 عاما، تحدث عن كيف انه باشر بالاتصال برئيس الوزراء السابق مناحيم بيجن، رغم علمه بإنه من الإسرائيليين المتطرفين، وبالرئيس المصري السابق أنور السادات، وكيف جلس معهما 13 يوما، وكيف يأس في آخر المطاف من الوصول إلى نتيجة. ولكن نقطة التحول - بحسب ما قاله كارتر - ان بيجن طلب صورة تجمعه مع كارتر والسادات لكي يهديها إلى أحفاده، واستغل كارتر الأمر ونظم التقاط الصورة ومن ثم كتب خلفها «مع أطيب التمنيات لكل من...»، وكتب أسماء أحفاد بيجن. وبعد ذلك أظهر بيجن لينا في التعامل من أجل مستقبل أحفاده.

انطلق من هذا الحديث إلى قصص عديدة، ولكن المهم كان عن مستقبل العرب مع الإدارة الجديدة، وخصوصا أن أوباما أحاط نفسه بمسئول «صهيوني» عن البيت الأبيض، رام إيمانويل، وبوزيرة خارجية، هيلاري كلينتون، المقربة جدا إلى اللوبي الإسرائيلي، وأن أوباما كان قد ذكر في محاضرة له أمام اللوبي اليهودي (AIPAC) أن القدس ستكون العاصمة الأبدية وغير المجزأة لـ «إسرائيل»... الخ.

كارتر قال إنه استاء من حديث أوباما حينها واتصل به شخصيا، وإن أوباما «خفف» تصريحه لاحقا في الـ «سي ان ان» وأوضح أنه كان يقصد بأن القدس يجب ألا تكون مجزأة بالأسلاك الشائكة. وفي حين لم يعلّق كثيرا على إيمانويل، أشار إلى أنه بالنسبة إلى هيلاري كلينتون فإن على العرب أن ينظروا أيضا إلى أن أوباما اختار مستشارا للأمن القومي «جيم جونز» الذي يُعتبر ملمّا بدقة بالنسبة إلى الوضع الفلسطيني وهو الذي ساعد على إكمال تدريب قوات الأمن الفلسطينية في الأردن، وأن القوات المدربة تُعتبر واحدة من أنجح التجارب الأخيرة في تثبيت السلطة الفلسطينية، وجونز ليس محبَّبا جدا لـ «إسرائيل».

كارتر أشار إلى أنه يعتبر الحكم في «إسرائيل» نوعا من الابرتهايد (الفصل العنصري)؛ لأن نظرية الابرتهايد تقوم على أن فئتين تعيشان على أرض واحدة، ولكن يتم فصلهما عن بعض بالقوة، ويتم تغليب واحدة على الأخرى، وإضعاف الفئة المغلوبة واستهجانها، وهذا ما يجري بسبب سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

الاستماع إلى كارتر يثير في الذهن الكثير من الأسئلة، وأهما أن الرؤساء السابقين يتحدثون بلغة مختلفة جدا بعد تركهم المنصب، ويستغرب المرء عن السبب. بعد الاستماع لمحاضرة كارتر خرجتُ بصورة أقلَّ تفاؤلا من ذي قبل بالنسبة إلى الرئيس المقبل

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2292 - الأحد 14 ديسمبر 2008م الموافق 15 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً