بعد المقالين السابقين عن «حقيقة انتشار الجنس الثالث في البحرين»، وصلت إليّ رسائل عدة عبر بريدي الالكتروني، وموقع الصحيفة، ولأهميتها ولما تقدمه من مدلول للظاهرة التي أشرنا إلى معناها الصحيح والعلمي، وأوضحنا حقيقة وجود ظاهرة المتشبّهين والمتشبّهات، وتناولنا في الجزء الثاني أسباب انتشار هذه الظاهرة وعلاجات مقترحة لها، سأقوم بنشرها تباعا وأتبع ذلك بتعليق مقتضب.
الرسالة الأولى (أيمن/ إيمان): أنا بوية من مدرسة في المحرق اسمي أيمن، وما أحب أحد يكلمني باسمي الثاني، وانه مب الوحيدة عندي وايد في نفس المدرسة بويات ويمارسون الجنس مع بنات بنوتات، والمدرسة ما سوت لنا شي ولا الوزارة، ما بي أصير بنت وآنه مرتاحه اني ولد.
الرسالة الثانية (...): أنا من الذين يطلق عليهم لقب (بويات)، ولا أستعر من أنني كذلك، وأرى الناس تحترمني من خلال شكلي، حتى المدرسات يتلصقون فيني ويتكلمون معاي.
الرسالة الثالثة (بنان): البيت يعاملوني كأني شي مقرف، والناس تتحمد وتتشكر علي عشان أنا بويه، والمدرسة تلعن اليوم اللي جابوني عندهم، وأمهات صديقاتي ما يبوني، طيب أنا ما اخترت أكون بويه استايلي بهذي الطريقة لكن محد راضي يتقبل، وخلونا نسوي شي غصب عنا احنا نمر بفترة مراهقة وبتعدي، ليش الكل قايمه قومته على البويات، هناك كثير من الصبيان اللي مسوين روحهم بنوتات ليش ما يتكلم أحد لهم، بس البنات اللي حاط عليهم المجتمع.
الرسالة الرابعة (أحمد): الصراحة انا واحد من الصبيان التى يتشبهنه بالفتيات صج من صغر سني من احس اني فتاة مادري ليش يمكن لان كبرت وماعندي اب او اني حسيت اني فاقد حنان الاب وفاقد احساس الاب لاولاده فمع الايام والسنوات الي مرت حسيت ربعي يهتمون فيني اكثر من امي فلهذا قررت ان اصبح فتاة حسيت مع الوقت كأنني فتاة تريد الحنان والمشاعر مادري ليش؟
الرسالة الخامسة (جوجو): مرحبا سيده مريم اني عراقيه (عراقي) أعاني من هذه المشكلة وشكرا على هذه اللفته الجميلة، هذه المشكلة تسمى بالترانس سكشوال وتقريبا لا يوجد له علاج الا عالجته في سن المراهقة. انني بسبب سوء الوضع في العراق اضطريت أهرب إلى إيران، وكانت معاملة الحكومة جيدة مع الترانس، وأيضا دخلت دورات نفسية تقريبا سنة ونصف.
انتهت رسائلهم. وهنا لابد من كلمة: إن «البويات» هن بناتنا وأخواتنا، لذلك يجب على الأسر البحرينية أن تقف معهن ولا تنفر أو تتعب، ففي حديث الرسول (ص) نصرة لمساعدة وعلاج «البويات» من قبل المجتمع عندما قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، فقال الصحابة ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما، فقال رسولنا الكريم: «بأن تقوّمه»؛ فالبويات ظلمن أنفسهن وظلمتهن العادات والتقاليد الخاطئة، وظلمتهن الظروف، أيّا كان السبب فإن العلاج بيد الحكومة بالبرامج الوقائية مثل ما قامت به دولة الكويت الشقيقة عندما رصدت مبالغ طائلة لعلاج ظاهرة «البويات». وجانب تتحمله القيادات الشعبية في توعية المواطنين بتربية النشء بالطرق الصحيحة التي لا تجرح أنوثة المرأة، فهناك الكثير من الأسر البحرينية التي تمارس التمييز بين الولد والبنت، لذا ينشأ لدى البنت حب التشبه بالولد لما فيه من قيمة ذاتية أمام الآخرين، وهذا كله يؤثر سلبا على بعض البنات. والعكس صحيح فتربية الولد بطريقة خاطئة وتشجيعه في سن الصغر على تقليد البنات أو القسوة عليه ليصبح رجلا يكون إفرازها «مستأنثا» أو ولدا يحب أفراد جنسه، ويميل لهم مثلما تميل الفتاة إلى الولد، ولا يستطيع التغلُّب على هذه الرغبة.
إن علاج ظاهرة «البويات» أو المستأنثين يحتاج إلى جلسات فردية كثيرة حتى تتم دراسة الحالة وتشخيصها وعلاجها من قبل المتخصصين. والعتب قليلا على بعض الصحافيين والصحافيات الذين يتناولون موضوعا حساسا في المجتمع كـ «البويات» على أنهن آفة يجب أن يتخلّص منها المجتمع.
إنهن لسن بآفة، بل مرضى في حاجة ماسة إلى قبولهن وعلاجهن ومساندتهن. إن الرسائل أعلاه، لم ترسل لو كان الوضع النفسي لمن كتبها صحيحا؛ إذ الفطرة السليمة تحتاج - للعودة إلى الرشد- إلى وقت كي تعود إلى الهوية الأصلية، ولذلك نجد هؤلاء الفتيات غير راضيات من الداخل عن أنفسهن، وهنا يأتي الدور الذي يجب أن تلعبه وزارات الدولة، والقيادات وكل غيور على أبناء وطنه من الغزو الفكري والنفسي، الذي نحاول أن نكون له بالمرصاد.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2028 - الثلثاء 25 مارس 2008م الموافق 17 ربيع الاول 1429هـ